أسباب القرحة الهضمية وكيفية علاجها

أسباب القرحة الهضمية وكيفية علاجها

كُتب بواسطة: تاريخ النشر: 21 سبتمبر، 2019

تعتبر القرحة الهضمية من الأمراض الأكثر إنتشاراً حول العالم هي عبارة عن حدوث جرح أو تآكل في الغشاء المخاطي الذي يبطن جدار المعدة، أو أسفل المريء، أو الجزء الأول للأمعاء الدقيقة، في أغلب الحالات يكون الشعور بالألم هو أكثر الأعراض التي تظهر على المريض ويشكو منها، حتى وقت قريب كان هناك إعتقاد سائد أن نمط سلوكيات الحياة مثل: ضغوط العمل والنظام الغذائي لها دوراً هاماً في إصابة الشخص بالقرحة الهضمية، ولكن أصبحت الإصابة بالعدوى البكتيرية وتناول بعض الأدوية هما السبب الرئيسي للإصابة بها، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم أسباب القرحة الهضمية وكيفية علاجها.

أسباب القرحة الهضمية وكيفية علاجها

يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة الشخص بالقرحة الهضمية من أهم هذه الأسباب الآتي: 

– وجود بكتريا تسمى بكتريا هيليكوباكتربايلوري وهي بكتيريا شائعة جداً لا تسبب الضرر في معظم الحالات، ولكن في بعض الحالات القليلة قد تسبب هذه البكتريا حدوث قرحة في الأنسجة المخاطية التي تحمي قنوات الجهاز الهضمي.

– النيكوتين الذي يوجد في السجائر يؤدي إلى زيادة تركيز حمض المعدة؛ مما يؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بالقرحة الهضمية،كما أن التدخين يؤدي إلى تباطئ شفاء القرحة أثناء فترة العلاج.

– بعد إجراء كافة الفحوصات وفي حالة ثبوت سلبية فحص البكتريا فقد يكون السبب الأرجح وراء الإصابة بالقرحة الهضمية وهو تناول مسكنات الألم مثل: المضادات اللاستيرويدية، وهنا لابد للمريض أن يقلع عن تناولها.

– في حالة إذا كان المريض لا يستخدم تلك المسكنات فغالباً سوف يكون السبب في الإصابة بالقرحة الهضمية هو معاناة الشخص من الإصابة بمرض إرتجاع أحماض المعدة.

أعراض القرحة الهضمية

تعتبر الآلام الحارقة هي أول الأعراض التي يعاني منها المصاب بالقرحة الهضمية ويكون ذلك بسبب القرح الحادث في الأغشية المخاطية، وعندما تلامس أحماض المعدة هذه القرحة يزداد الشعور بالألم، أهم ما يميز هذا الألم الأتي:

  • يكون الألم في المنطقة التي تعلو البطن الواقعة ما بين القفص الصدري ومنطقة السرة.
  • قد يستمر الشعور بالألم من عدة دقائق إلى عدة ساعات.
  • قد يزداد الألم بين الوجبات عندما تكون المعدة فارغة من الطعام.
  • قد تسبب هذه الآلام المزعجة إستيقاظ المريض في منتصف الليل من نومه.
  • تخف حدة الألم بصورة مؤقتة عند تناول أنواع معينة من الأطعمة التي تعمل على معادلة حمض المعدة، أو بعد تناول مضادات الحموضة.
  • تختفي أعراض القرحة لمدة تتراوح بين عدة أيام إلى بضعة أسابيع ثم تظهر بعد ذلك في دورة ألم جديدة.

أعراض القرحة الهضمية في حالات الإصابة المتقدمة الآتي:

  • التقيؤ الدموي حيث تتراوح درجة لون الدم ما بين الأحمر الفاتح والداكن بسبب حدوث نزيف من القرحة.
  • نزول دم مع البراز يكون لون البراز أسود أو أحمر.
  • شعور المريض بالغثيان.
  • يعاني المريض من فقدان للشهية.
  • فقدان الوزن بدون سبب.

يجب عند ظهور هذه الأعراض الذهاب إلى الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة حيث أن مضادات الحموضة التي يتم تناولها بدون وصف الطبيب قد تخفف من الألم ولكن لا تعالج السبب الذي أدى إلى حدوث القرحة.

تشخيص القرحة الهضمية

لكي يقوم الطبيب المعالج بتشخيص إصابة الشخص بالقرحة الهضمية فإنه يقوم بأخذ التاريخ المرضي للمريض، ويقوم بعمل فحص بدني له و قد يتطلب الأمر إجراء الفحوصات التالية:

1- الإختبار المعملي لبكتيريا هيليكوباكتربيلوري

– قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات من أجل تحديد ما إذا كانت هذه البكتريا موجودة في جسم المريض أم لا، وقد يتم البحث عنها في البراز، أو في الدم ، أو إختبارات التنفس والتي تعتبر أدقها، وبصفة عامة فإن اختبارات الدم تكون غير دقيقة.

– يجب على المريض إذا كان يتناول مضادات الحموضة قبل القيام بإجراء اختبار “بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري” أن يقوم بإخبار الطبيب بذلك، حيث قد ينصح الطبيب بالتوقف عن تناول هذه الأدوية مدة محددة من الوقت، لأن هذه المضادات يمكن أن تؤدي إلى حدوث نتائج سلبية خاطئة.

2- التنظير

– قد يقوم الطبيب بإستخدام منظار ليقوم بفحص الجهاز الهضمي العلوي حيث يقوم الطبيب بتمرير المنظار عبر الحلق لينزل إلى المريء ثم المعدة ثم إلى الأمعاء الدقيقة ليبحث عن وجود قرح من عدمه، وفي حالة اكتشاف قرحة سوف يقوم الطبيب بأخذ عينة من الأنسجة لفحصها في المختبر وستكشف هذه العينة عن وجود بكتيريا “هيليكوباكتر بايلوري” من عدمه.

– قد ينصح الطبيب بإستخدام التنظير في حالة إذا كان المريض كبير في السن، أو في حالة وجود أعراض نزيف، وفقدان في الوزن، وصعوبة في أكل وبلع الطعام.

علاج القرحة الهضمية

إن علاج القرحة الهضمية يعتمد على معرفة السبب الأساسي في حدوثها وعادةً سوف يشمل العلاج قتل البكتيريا المسببة للإصابة بالقرحة الهضمية في حالة تواجدها؛ مما يقلل من استخدام مضادات الالتهاب قدر الإمكان ومساعدة القرحة على الشفاء باستخدام  بعض الأدوية، تمثل هذه الأدوية في الأتي:

1- أدوية المضادات الحيوية لقتل بكتيريا هيليكوباكتر بايلوري

– في حالة اكتشاف الطبيب وجود هذه البكتريا في القناة الهضمية سوف ينصح بمزيج من أدوية المضادات الحيوية من أجل المساعدة في قتل هذه البكتيريا من أمثلة هذه الأدوية أموكسيللين، ومترونيدازول، وكلاريثرومايسين، وتتراسيكلين، وتينيدازول، وليفوفلوكساسين.

– غالباً ما يتم تناول المضادات الحيوية لمدة أسبوعين إلى جانب أدوية أخرى تعمل على تقليل حمض المعدة.

2- أدوية تعوق إنتاج حمض المعدة وتحفيز الشفاء

تشمل هذه الأدوية أوميبرازول، رابيىرازول، لانزوبرازول، إيسوميبرازول، بانتوبرازول.

3- أدوية تقلل إنتاج الحمض المعدة

– تسمى حاصرات الحمض أو حاصرات الهيستامين و تعمل على تقليل كمية حمض المعدة التي توجد في القناة الهضمية، كما تساعد أيضاً على تقليل ألم القرحة وتحفز الشفاء.

– هذه الأدوية متاحة سواء بوصفة طبية أو بدونها منها: زانتاك، سيمتيدين، فاموتيدين، نيزاتيدين.

4- مضادات حمض المعدة التي تساعد على معادلة حمض المعدة

قد يقوم الطبيب بوصف مضادات الحمض التي تعمل على معادلة حمض المعدة الذي يوجد في الجسم بالفعل والتي تساعد على تسكين الألم، ويمكن أن تسبب هذه المضادات بعض الآثار الجانبية مثل: الإسهال والإمساك، ويمكن أن تستخدم هذه المضادات في تسكين الألم ولكنها لا تستخدم لعلاج القرحة.

5- أدوية تحمي بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة

قد يقوم الطبيب بوصف أدوية تعمل على حماية النسيج المبطن للمعدة والأمعاء الدقيقة، هذه الأدوية تكون بوصفة طبية مثل: ميزوبروستول، وساكرالفات.

مضاعفات الإصابة بالقرحة الهضمية

قد يؤدي إهمال علاج القرحة الهضمية إلى حدوث بعض المضاعفات من أهمها الأتي:

  • النزيف الداخلي

قد يحدث النزيف على هيئة فقدان بطيء للدم مما يسبب الإصابة بفقر الدم، أو قد يحدث النزيف على هيئة فقدان شديد للدم مما يتطلب المكوث بالمستشفى لنقل الدم، وقد يسبب الفقدان الشديد للدم قيء أسود اللون أو يصاحبه دم، أو براز أسود اللون أو يصاحبه دم.

  • العدوى

قد تسبب قرحة المعدة فتقاً في جدار المعدة أو في الأمعاء الدقيقة؛ مما قد يزيد من فرصة تعرض الشخص لخطر العدوى في تجويف البطن.

  • الانسداد

قد تتسبب قرحة المعدة في منع مرور الطعام بالقناة الهضمية؛ مما قد يسبب شعور الشخص بالامتلاء بسهولة، وفقدان الوزن، والقيء.