مرض هاشيموتو هو أحد الأمراض الشائعة المسببة لقصور الغدة الدرقية حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الغدة الدرقية ويسبب لها مشاكل مختلفة، قد تقتصر هذه المشاكل فقط على حدوث التهاب بالغدة أو قد يتطور المرض إلى مرحلة زيادة الإفراز، وفي الغالب فإن الأمر قد ينتهي بقصور أو خمول في الدرق مما يتطلب العلاج بالتيروكسين بصفة دائمة، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم أعراض مرض هاشيموتو.
أعراض مرض هاشيموتو
في البداية قد لا تكون أعراض المرض ملحوظة أو ربما قد يلاحظ المصاب تورم في مقدمة الحلق، ويتطور بعدها المرض ببطء على مدار سنوات فيسبب تليف مزمن في الغدة الدرقية، مما يسبب انخفاض معدل هرمون الدرقية بالدم، وتتشابه أعراض وعلامات المرض مع تلك الأعراض التي تصاحب قصور الغدة الدرقية، وأهم هذه الأعراض هي الآتي:
- شعور المريض بالخمول والتعب الشديد.
- زيادة إحساس المريض بالبرودة.
- يعاني المريض من الإمساك.
- يعاني المريض من جفاف وشحوب البشرة.
- حدوث انتفاخ في الوجه، وجود بحة الصوت.
- يعاني المريض من ألم في العضلات، ويشعر بآلام عند اللمس.
- يعاني المريض من تيبس وألم في المفاصل وخصوصاً في الوركين والكتفين.
- تورم المفاصل الصغيرة في القدمين واليدين، تورم الركبتين.
- يعاني المريض من ضعف في العضلات، وخاصةً في نهاية الأطراف السفلية.
- النزيف الشديد، أو زيادة فترة النزف أثناء الدورة الشهرية.
- معاناة الشخص المريض من الإكتئاب.
- زيادة في وزن المريض بدون سبب واضح، وهذا العرض نادر الحدوث وغالباً لا تتجاوز الزيادة من 5 إلى 10 كجم وتكون أغلبها سوائل.
أسباب مرض هاشيموتو
يحدث مرض هاشيموتو نتيجة اضطراب في مناعة الجسم الذاتية حيث يقوم الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة تسبب تلف في الغدة الدرقية، لم يتوصل الأطباء إلى السبب الذي يجعل الجهاز المناعي يقوم بمهاجمة الغدة الدرقية، ولكن بعض العلماء يعتقد أن السبب في ذلك يرجع إلى أحد البكتريا أو الفيروسات التي تعمل على تحفيز تلك الإستجابة، بينما يعتقد البعض الأخر أن السبب في ذلك يعود إلى خلل وراثي، يوجد عدد من العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بالمرض وهي الآتي:
- العوامل الوراثية
حيث تزداد فرصة الإصابة بمرض هاشيموتو في حالة إذا كان هناك أشخاص أخرون في العائلة مصابون بأمراض في الغدة الدرقية.
- الأمراض الأخرى للمناعة الذاتية
إن إصابة الشخص بإحدى أمراض المناعة الذاتية مثل: داء السكري من نوعه الأول، أو الإلتهاب الروماتويدي في المفاصل، أو مرض الذئبة الحمراء، تزيد من فرصة إصابة الشخص بمرض هاشيموتو.
- عمر الشخص
حيث أنه على الرغم من أنه يمكن أن يصاب الشخص بمرض هاشيموتو في أي مرحلة من مراحل العمر إلا أنه أكثر شيوعاً في مرحلة منتصف العمر.
- الجنس
يعتبر النساء هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض أكثر من الذكور.
علاج مرض هاشيموتو
عادةً ما يتمثل علاج مرض هاشيموتو في استخدام الأدوية والملاحظة، وفي حالة إذا لم يكن هناك دليل على نقص الهرمونات وكانت الدرقية تعمل بشكل طبيعي قد يقترح الطبيب عليك التريث، أما إذا كانت الحالة تحتاج للعلاج فغالباً يحتاج الشخص إليه طوال حياته، ويتمثل علاج مرض هاشيموتو في الآتي:
- الهرمونات الاصطناعية
في حالة إذا كان مرض هاشيموتو يسبب نقص في هرمون الغدة الدرقية فقد يقوم الطبيب بإجراء علاج استبدال هرمون الغدة الدرقية، حيث يتم استخدام هرمون الغدة الإصطناعية ( ليفوثيروكسين) بشكل يومي، ويعتبر دواء ليفوثيروكسين هو النسخة الطبيعية للهرمون الذي تقوم بإفرازه الغدة الدرقية، وعادةً ما يتم أخذ هذا الدواء على مدار الحياة، ولكن قد يحتاج الطبيب إلى فحص معدل الهرمون المحفز للغدة الدرقية كل عام، نظراً لاحتمال تغيير الجرعة التي قد يحتاجها المريض.
- مراقبة الجرعة
بعد بضعة أسابيع من أخذ العلاج يقوم الطبيب المعالج بالتحقق من مستوى تنبيه الهرمون الذي ينبه الغدة الدرقية، وذلك لتحديد الجرعة المناسبة من دواء ليفوثيروكسين، حيث أن الكميات الكبيرة من هرمون الغدة الدرقية يؤدي إلى الإسراع في فقد العظام، مما قد يؤدي إلى زيادة مشكلة هشاشة العظام، وكذلك أيضاً فإن الإستخدام المفرط لدواء ليفوثيروكسين قد يسبب الإصابة بعدم انتظام في ضربات القلب.
- آثار مواد أخرى
بعض الأدوية و الأطعمة والمكملات الغذائية قد يكون لها تأثير على قدرة الشخص على امتصاص الفيروثيروكسين، ومع ذلك فإن تناول الفيروثيروكسين بعد أو قبل الأنواع الأخرى من الأدوية بأربعة ساعات يمكن أن يؤدي لعلاج تلك المشكلة، يجب على المريض أن يقوم بإخبار الطبيب المعالج إذا كان يتناول أي مما يأتي:
- تناول منتجات الصويا بكميات كبيرة، أو تناول مكملات الحديد، والمواد الغنية بالألياف.
- تناول دواء كوليستيرامين، وهو دواء يستخدم في خفض معدلات كوليسترول الدم.
- هيدروكسيد الألومنيوم، الذي قد يوجد في مضادات الحموضة.
- سوكرالفات، وهو دواء لقرحة.
- مكملات الكالسيوم.
مضاعفات مرض هاشيموتو
من الممكن أن يسبب القصور في الغدة الدرقية الذي يسببه مرض هاشيموتو إصابة الشخص بعدة مشكلات صحية، وأهمها الآتي:
- الدراق
إن الإستمرار في تحفيز الغدة الدرقية لإفراز الهرمونات يؤدي إلى حدوث تضخم في الغدة، وهى عبارة عن حالة مرضية تسمى “الدراق”، والذي من أهم أسبابه إصابة الشخص بقصور الغدة الدرقية، وعلى الرغم من أن الدراق لا يسبب الانزعاج بصفة عامة إلا أن الدراق الكبير له تأثير على مظهر الشخص ويؤدي إلى صعوبة في عمليتي التنفس والبلع.
- مشكلات في القلب
يزيد الإصابة بمرض هاشيموتو من مخاطر الإصابة بمشكلات القلب ويعود السبب في ذلك إلى احتمال ارتفاع معدل الكوليسترول الضار عند الأشخاص الذين يعانون من قصور في الغدة الدرقية، وفي حالة عدم معالجة هذا القصور في الغدة الدرقية فقد يؤدي ذلك إلى حدوث تضخم القلب أو فشل القلب في حالات نادرة.
- مشكلات الصحة العقلية
إن إصابة الشخص بمرض هاشيموتو يعرضه إلى الإصابة بالإكتئاب في مراحل المرض الأولية وغالباً ما تزداد حدة الإكتئاب مع مرور الوقت، و من الممكن أن تؤدي الإصابة بمرض هاشيموتو إلى انخفاض في الرغبة الجنسية لدى النساء والرجال، وقد يسبب بطء في الوظائف العقلية.
- الوذمة
من الممكن أن يتطور هذا المرض النادر والذي يشكل تهديداً على الحياة بسبب قصور الغدة الدرقية الطويل المدى و هو ما يحدث في حالة عدم علاج المرض، تتمثل أعراض و علامات الوذمة في النعاس والكسل الشديد والشعور بالبرودة الشديدة وفقدان الوعي، ويجب سرعة العلاج الفوري للإصابة بالوذمة.
- العيوب الخلقية
أن أطفال النساء اللاتي لم يقمن لعلاج قصور الغدة الدرقية لديهم الناتج عن الإصابة بمرض هاشيموتو هم الأكثر عرضة للولادة ببعض العيوب الخلقية عن أطفال الأمهات اللاتي لم يصبن بالمرض، ويذكر الأطباء أن هؤلاء الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالمشكلات العقلية والتي تتعلق بالنمو، كما يرى الأطباء وجود علاقة بين الحمل مع قصور الغدة الدرقية والإصابة بالعيوب الخلقية، ووجود علاقة أيضاً بين الحمل مع قصور الغدة الدرقية ومشاكل القلب والكلى والمخ لدى الأطفال الرضع، لذا يجب على النساء اللاتي يخططن للحمل أو اللاتي في مراحل الحمل الأولى أن يحرصن على القيام بإجراء فحوصات لمستوى الغدة الدرقية.