يعتبر عنصر البوتاسيوم من العناصر الأساسية الموجودة في جسم الإنسان، هو عنصر هام وضروري لعضلات الجسم المختلفة مثل: العضلات الهيكلية، والملساء، وعضلات القلب حيث يمكنها من القيام بوظائفها بصورة سليمة، يلعب دور هام في عملية نقل السيال العصبي عن طريق الخلايا العصبية بالجسم، يوجد 98% من البوتاسيوم داخل الخلايا في الأحوال الطبيعية وباقي النسبة توجد خارجها، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم أعراض فرط بوتاسيوم الدم وعلاجه.
أعراض فرط بوتاسيوم الدم وعلاجه
– من الطبيعي أن تتراوح نسبة البوتاسيوم الموجودة في الدم ما بين 3.5 إلى 5 ملليلتر لكل لتر في الدم، يحدث فرط بوتاسيوم الدم عند إرتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم عن المعدل الطبيعي.
– عند إرتفاع كمية البوتاسيوم في الدم لنسبة تتراوح ما بين 5.1 إلى 6 ملليلتر لكل لتر، فإن ذلك يدل على ارتفاع البوتاسيوم الخفيف في الدم.
– عند إرتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم لنسبة تتراوح ما بين 6.1 إلى 7 ملليلتر لكل لتر، فإن ذلك يدل على ارتفاع البوتاسيوم المعتدل في الدم.
– عند وصول نسبة البوتاسيوم في الدم إلى نسبة أكبر من 7 ملليلتر لكل لتر، فإن هذا يمثل خطراً بالغاً على حياة المريض حيث قد يؤدي هذا إلى توقف عضلة القلب ومن ثم الوفاة، لذا يجب علاج أي إرتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم عن النسبة الطبيعية حتى لو كان هذا الإرتفاع طفيفاً.
– تختلف أعراض فرط بوتاسيوم الدم على حسب نسبة البوتاسيوم الموجودة في الدم، غالباً لا يصاحب الإرتفاع البسيط من البوتاسيوم ظهور أي أعراض على المريض، حيث لا تظهر الأعراض إلا في حالة الإرتفاع الشديد لنسبة البوتاسيوم في الدم، تتمثل أهم الأعراض المصاحبة لارتفاع البوتاسيوم في الدم الآتي:
- شعور المريض بالإعياء والتعب الشديد.
- الشعور بالخدر أو بالوخز في جسم المريض.
- شعور المريض بالغثيان والقيء.
- إحساس المريض بخفقان القلب، وقد يرافقه تخطي لبعض ضربات القلب.
- قد يسبب الإرتفاع الشديد في نسبة البوتاسيوم بالدم إلى إصابة الشخص بالشلل، وعدم الإنتظام في ضربات القلب، وفي حالة إهمال العلاج قد يسبب توقف عضلة القلب.
أسباب فرط بوتاسيوم الدم
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إرتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم وهي تتمثل في الأتي:
- الإصابة بأمراض الكلى
حيث أن الكلى هي العضو المسؤول عن تصريف عنصر البوتاسيوم خارج الجسم؛ لذا فإن معظم حالات ارتفاع البوتاسيوم في الدم ناتجة عن الإصابة بأحد الأمراض التي تصيب الكلى مثل: التهاب كبيبات الكلى، والفشل الكلوي المزمن أو الحاد، والتهاب الكلى الذئبي الذي ينتج بسبب مرض الذئبة الحمراء الجهازي، وكذلك الإصابة بأمراض المسالك البولية الإنسدادية مثل تكون الحصى بها.
المرضى المصابين بأحد أمراض الكلى حساسين للأدوية جداً والمركبات التي تعمل على رفع نسبة البوتاسيوم في الدم مثل: مضادات الإلتهابات الغير الستيرويدية، والأدوية المدرة للبول الحافظة لعنصر البوتاسيوم، وأدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، ومحصرات مستقبل الأنجيوتنسين 2.
- مرض أديسون
هو مرض يحدث بسبب قصور الغدة الكظرية حيث تقوم هذه الغدة بإفراز هرموني الكورتيزول والألدوستيرون يعمل هذا الهرمون الأخير على تحفيز الكلى على حبس الصوديوم والسوائل وطرح عنصر البوتاسيوم مع البول، الإصابة بهذا المرض تؤدي إلى تقليل إفراز هرمون الألدوستيرون مما يزيد من نسبة البوتاسيوم في الدم.
- الإصابة بحالة الحمض الكيتوني السكري
هي إحدى مضاعفات داء السكري من النوع الأول تحدث عند الإنقطاع عن الأنسولين وزيادة معدل الجلوكوز في الدم بصورة مفرطة مصحوباً بزيادة حموضة الدم؛ مما يؤدي إلى خروج البوتاسيوم والسوائل من الخلايا إلى الدم.
- تدمير أنسجة الجسم
حيث تقوم الخلايا الميتة بإطلاق عنصر البوتاسيوم إلى الدورة الدموية وقد يحدث ذلك بسبب التعرض للرضوض الشديدة، أو بسبب الخضوع للعمليات الجراحية الكبيرة، أو بسبب التعرض للحروق، أو عند تحلل الخلايا الورمية، أو تحطم خلايا الدم الحمراء، أو بسبب تحلل الخلايا العضلية الهيكلية الذي قد يحدث بسبب الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، أو بسبب أخذ جرعة مخدرات زائدة.
- تناول الأطعمة المحتوية على كمية كبيرة من البوتاسيوم
يصاب الشخص بفرط بوتاسيوم الدم عند تناول الأطعمة المحتوية على كمية كبيرة من البوتاسيوم مثل: عصير البرتقال، الشمام، الموز.
تشخيص فرط بوتاسيوم الدم
– يعد الفحص السريري لفرط بوتاسيوم الدم من الأمور الصعبة في العديد من الحالات حيث أنه لا يصاحبه ظهور أي أعراض، وفي حالة وجود أعراض فإنها قد تكون بسبب مشاكل صحية أخرى.
– يتم تشخيص الإصابة بفرط بوتاسيوم الدم من خلال فحص الدم؛ وذلك عن طريق قياس تركيز البوتاسيوم بالدم، مع ضرورة الأخذ في الإعتبار أن نتائج فحص الدم قد تكون خاطئة نتيجة خطأ في سحب الدم، حيث أنه عند القيام بسحب الدم قد يحدث تدمير كريات الدم الحمراء وتحللها مما يؤدي إلى خروج البوتاسيوم منها إلى بقية العينة مما يعطي نتيجة مرتفعة خاطئة تركيز بوتاسيوم بالدم، لذا يجب التأكد من النتيجة عن طريق إعادة سحب الدم من جديد من أجل التأكد من أن سحب الدم قد تم بشكل صحيح.
– في حالة فرط بوتاسيوم الدم الشديد يجب على الطبيب القيام بإجراء فحوصات للقلب من أجل التأكد من سلامته مثل: تخطيط القلب الكهربائي الذي يمكن أن يعطي إشارات عند تغير تركيز البوتاسيوم بالدم وذلك عن طريق إرتفاع موجة T.
– سوف يقوم الطبيب المعالج بأخذ معلومات كافية عن المريض مثل التعرف على معاناته من أمراض سابقة، وعن الأدوية التي يتناولها وعن نظامه الغذائي.
علاج فرط بوتاسيوم الدم
يعتمد علاج فرط بوتاسيوم الدم على تقليل نسبة ارتفاع البوتاسيوم في الدم ومنع حدوث أضرار للقلب، تتمثل طرق العلاج في الآتي:
- يجب تناول الأطعمة المحتوية على كميات قليلة من عنصر البوتاسيوم.
- يجب التوقف عن تناول بعض أنواع الأدوية التي تزيد من معدل البوتاسيوم في الدم.
- إعطاء المريض الإنسولين أو الجلوكوز عن طريق الوريد حيث يؤديان إلى إرجاع عنصر البوتاسيوم من خارج الخلية داخلها؛ مما يؤدي إلى تقليل معدل البوتاسيوم في الدم.
- يتم إعطاء المريض كالسيوم جلوكونات من خلال الوريد؛ وذلك من أجل حماية القلب والعضلات من خطر ارتفاع نسبة البوتاسيوم.
- أخذ أدوية مدرات البول حيث أن جميعها تعمل على إخراج البوتاسيوم مع البول فيما عدا مدرات البول الحافظة للبوتاسيوم؛ مما يؤدي إلى تقليل نسبة البوتاسيوم في الدم.
- تناول مادة الريسين حيث يتم أخذ هذه المادة من خلال الفم وترتبط بالبوتاسيوم وتؤدي إلى طرحه خارج الجسم.
- إعطاء المريض أنواع الأدوية التي تعمل على تحفيز مستقبلات بيتا 2 الأدرينالية، التي تساعد على إرجاع البوتاسيوم داخل الخلايا.
- يجب تناول مادة “صوديوم بوليستيرين سلفونيت”، حيث تؤدي هذه المادة إلى إزالة البوتاسيوم من الجسم من خلال الجهاز الهضمي.
- أخذ دواء باتيرومير الذي يساعد على تقليل نسبة البوتاسيوم في الدم.
- غسيل الكلى يتم اللجوء إلى هذا العلاج في حالة عدم نجاح باقي وسائل العلاج، أو في حال إصابة الشخص بالفشل الكلوي.