التسمم المعدني هو عبارة عن حالة مرضية تنتج عن التراكم والتجمع السلمي للمعادن الثقيلة في أنسجة جسم الإنسان الرخوة، من أمثلة هذه المعادن معدن الزئبق، معدن الرصاص، معدن الكالسيوم، ومعدن النحاس، وغيرها من المعادن الأخرى المختلفة، تدخل تلك المعادن إلى جسم الإنسان عن طريق تناول الماء أو الغذاء الملوثين بها، كما أنه قد يتم استنشاقها من خلال الهواء، أو قد يتم امتصاصها بواسطة الجلد، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم أعراض التسمم المعدني.
أعراض التسمم المعدني
تختلف أعراض إصابة الشخص بالتسمم المعدني وفقاً لاختلاف نوع التسمم، وذلك على النحو التالي:
أعراض التسمم المعدني الحاد تتمثل في الأعراض الآتية:
- شعور الشخص المصاب بالغثيان.
- معاناة الشخص المصاب من القيء بشكل متكرر.
- شعور الشخص المصاب بأوجاع في منطقة البطن.
- معاناة الشخص المصاب من الإسهال المتكرر.
– قد يحدث إصابة الشخص بالجفاف في بعض الحالات مع الإصابة بالأعراض التي تصاحب هذا الجفاف وهي الإرتباك، الشحوب، الضعف العام، فقدان الوعي، وغير ذلك من الأعراض الأخرى.
– بالنسبة للأجهزة التي يصيبها الضرر من حالة التسمم الحاد بصفة عامة هي: الجهاز العصبي المركزي، والجهاز العصبي المحيطي، والجهاز القلبي الوعائي، والفشل الكلوي الحاد.
أعراض التسمم المعدني المزمن تتمثل في الأعراض الآتية:
- معاناة الشخص المصاب من الإصابة بفقر الدم (الأنيميا)، وما قد يسببه من شعور المريض بالتعب والضعف العام، وصعوبة القيام ببذل الجهد، وصعوبة في التركيز.
- ظهور بقع باللون الأبيض على أظافر اليدين، وذلك نتيجة نقص التصبغ.
- معاناة الشخص المصاب من التدهور التدريجي في الأداء الإدراكي والذهني، يرافقه ضعف في الذاكرة، وضعف في القدرة على التركيز.
– تجدر الإشارة هنا أنه في حالة ظهور مزيج من علامات التسمم في الجهاز العصبي، والجهاز الهضمي، وفقر الدم، غالباً ما يكون هذا التسمم هو تسمم معدني مزمن.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بالتسمم المعدني
– في حالة حدوث التسمم المعدني فإنه يؤدي إلى ارتفاع تركيز المعادن في أحد أنسجة جسم الإنسان وعلى مستوى الخلايا فإن هذه المعادن ترتبط مع البروتينات من داخل أو من خارج الخلية؛ مما يسبب تغير المبنى الطبيعي للبروتين و يمس بأدائه الوظيفي.
– من الطبيعي أن يقوم جسم الإنسان بحماية نفسه من الإصابة بالتسمم المعدني بواسطة بناء بروتينات خاصة ترتبط مع تلك المعادن وتمنع تأثيراتها الضارة على البروتينات الأخرى، ولكن عند حدوث التسمم فإن البروتينات الحامية تعجز عن الإرتباط بتلك الكميات الكبيرة من المعدن السام؛ مما قد يسبب ضرراً بالأداء الوظيفي للبروتينات.
– بالنسبة للتسمم المعدني المزمن فهو يتطور بصورة تدريجية في الكثير من مصانع التكرير والصناعات المعدنية، وقد كان الرصاص يستخدم قديماً في دهانات البيوت وفي صناعة المواد التجميلية؛ لذا فإن التسمم بمعدن الرصاص كان شائعاً بين سكان البيوت القديمة وخصوصاً بين الأطفال والعجزة المقيمين في تلك البيوت.
– بالنسبة للتسمم المعدني الحاد فهو ينتج عن إبتلاع المعادن بصورة مباشرة مثل: تناول كميات كبيرة من أقراص الحديد مرة واحدة، أو من خلال البلع الغير مباشر للبطاريات، أو بلع التراب والمنتجات المختلفة الأخرى.
ما هي أنواع المعادن؟
يمكن أن يتم تقسيم المعادن التي توجد في الطبيعة من المنظور الصحي إلى 3 مجموعات أساسية، وهذه المجموعات هي الأتي:
- مجموعة المعادن الضرورية والحيوية لجسم الإنسان حيث يؤدي النقص في هذه المعادن إلى حدوث ضرر لوظائف جسم الإنسان المختلفة، تشمل معادن هذه المجموعة معدن الحديد، معدن الزنك، معدن الكوبالت، وغيرها من المعادن الأخرى المختلفة، وهي معادن ضرورية جداً لتكوين البروتينات المختلفة في جسم الإنسان ومن بينها الهيموجلوبين، والهيموجلوبين.
- مجموعة المعادن الغير ضرورية لجسم الإنسان والغير مطلوبة بشكل طبيعي لجسم الإنسان، لا توجد فيه بشكل طبيعي ولكنها يتم استخدامها كجزء من علاجات أخرى وأدوية مما يعطي هذه المعادن قيمة حيوية، وتشمل معادن هذه المجموعات معدن الليثيوم، معدن الفضة، معدن الذهب، وغيرها من المعادن الأخرى المختلفة.
- مجموعة المعادن الغير موجودة في جسم الإنسان ولم تثبت فعاليتها، تشمل معادن هذه المجموعة معدن الكادميوم، معدن الرصاص، وغيرها من المعادن الأخرى المختلفة.
أنواع التسمم المعدني
إن التسمم المعدني يحدث نتيجة وجود فائض في أي من تلك المجموعات السابق ذكرها أعلاه، ويعتبر التسمم بالرصاص من أكثر أنواع التسمم انتشاراً، ويمكن تقسيم التسمم المعدني إلى نوعين أساسيين من التسمم، وهما الأتي:
- تسمم معدني حاد: يحدث هذا النوع من التسمم بسبب تعرض الشخص لكميات كبيرة من المعادن خلال فترة زمنية قصيرة.
- تسمم معدني مزمن: يحدث هذا النوع من التسمم بصورة بطيئة بسبب تعرض الشخص للتلوث البيئي.
كيف يتم تشخيص الإصابة بالتسمم المعدني؟
– بالرغم من أن هذه الحالة تهدد حياة المصاب إلا أن التسمم المعدني المزمن ليس من الأمور الشائعة؛ لذلك فإن الخطورة في عملية التشخيص تتمثل في مرحلة الاشتباه الأولي لوجود تلك الحالة.
– بعد اشتباه الطبيب المعالج في إصابة الشخص بالتسمم المعدني فإنه يقوم بإجراء الفحوصات الأتية:
- إجراء اختبارات صورة دم كاملة
- إجراء اختبارات وظائف الكليتين.
- إجراء اختبارات وظائف الكبد.
– في حالة الاشتباه في وجود تسمم بأنواع محددة من المعادن، فيجب أن يمتنع المريض عن تناول المأكولات البحرية التي تحتوي على المعادن المختلفة طوال مدة الأسبوعين السابقين بموعد الفحص.
علاج التسمم المعدني
– قبل أي شئ فإن علاج التسمم المعدني يتمثل في إبعاد السبب الذي قد أدى إلى إصابة الشخص بالتسمم، عند ملاحظة وجود معادن في المعدة (لعب أطفال، أقراص من الحديد، قطع نقود)، يجب القيام بغسل الجهاز الهضمي بسائل مسهل يساعد على تقليل امتصاص المعدن الموجود في الجهاز العصبي، وذلك لمنع استمرار عملية امتصاص المعادن في الدم.
– هناك نوع من العلاج يناسب بعض المعادن هذا العلاج يتمثل في ربط المعدن الذي يوجد في الدورة الدموية؛ مما يؤدي إلى إبعاد المعدن بسرعة خارج الجسم، ويسمى هذا العلاج (التمخلب، الخلب)، ولكنه غير فعال في تقليل الأعراض.
– العلاج الأكثر حيوية وضرورية فهو العلاج الداعم يشمل هذا العلاج إعطاء السوائل، ومساعدة الجهاز التنفسي، وعلاج اضطرابات نظم القلب فور ظهورها وضرورة متابعتها.
– في حالات تناول المعادن في صورة أقراص، أو في أي صورة أخرى، فيجب إجراء تقييم لدى الطبيب النفسي.
– يمكن العلاج عن طريق اتباع نظام غذائي غني بالألياف، حيث تمنع هذه الألياف دخول هذه المعادن إلى المعدة، الكزبرة مثلاً تدافع عن الجهاز العصبي المركزي والمخ من تأثير المعادن.
– يمكن استخدام حمض التفاح ومركب الماغنيسيوم حيث أنهما قادران على سحب معدن الألومنيوم من جسم الإنسان.
المضاعفات المحتملة للإصابة بالتسمم المعدني
قد تسبب إصابة الشخص بالتسمم المعدني بعض المضاعفات للشخص المصاب به، من بين هذه المضاعفات هي الآتي:
- إصابة المريض بالتلف العصبي الدائم.
- إصابة المريض بالفشل العضوي المتعدد.
- إصابة المريض بالأورام الخبيثة.
- التعرض للوفاة.
كيفية الوقاية من الإصابة بالتسمم المعدني.
يوصى بضرورة ارتداء الملابس الواقية والأقنعة؛ وذلك لتفادي التعرض السمي للمعادن في موقع القيام بالعمل، ويجب قيام الشخص خلع هذه الملابس عند الذهاب إلى المنزل.