مرض الوهن العضلي الوبيل هو نوعاً من الأمراض النادرة التي لا تصيب إلا نسبة قليلة جداً من الناس، هو مرض ينتج عنه انهيار عملية الإتصال بين العضلات والخلايا العصبية، هذا المرض يمكن أي يصاب به الأشخاص في جميع المراحل العمرية ولكن يكثر انتشاره بين النساء في العمر ما بين 20 إلى 40 عاماً وبين الرجال فوق عمر الخمسين عاماً، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم مرض الوهن العضلي الوبيل.
مرض الوهن العضلي الوبيل
أولاً: أعراض مرض الوهن العضلي الوبيل
إن ضعف العضلات الناتج عن الإصابة بالوهن العضلي الوبيل يتطور إلى الأسوأ كلما تم إستخدام العضلة المصابة بكثرة، عادةً ما تتحسن أعراض المرض بعد الراحة لذلك نجد أن ضعف العضلات يأتي ثم يختفي، بالرغم من ذلك فإنه قد يحدث تطور في أعراض المرض مع مرور الوقت وقد تصل إلى أسوأ حالة خلال عدة سنوات من بداية الإصابة بالمرض، تختلف أعراض الإصابة بالمرض باختلاف العضلات المصابة وذلك على النحو التالي:
- عضلة العين
تتمثل أولى علامات وأعراض مشكلات عضلة العين في أكثر من 50% من المصابين بالوهن العضلي الوبيل في الآتي:
– حدوث تدلي في أحد الجفنين، أو كليهما.
– الإصابة بالرؤية المزدوجة والتي يمكن أن تكون عمودية أو أفقية، قد تتحسن أو يتم معالجتها عندما يقوم المريض بغلق إحدى العينين.
- عضلات الوجه والحنجرة
تتمثل أولى علامات وأعراض مشكلات عضلات الوجه والحنجرة في 15% من مصابي الوهن العضلي الوبيل في الآتي:
– ضعف الكلام حيث قد يبدو كلام الشخص المريض أنفياً وذلك على حسب العضلات المصابة.
– صعوبة في البلع حيث قد يشعر المريض بالاختناق السريع؛ مما يؤدي إلى صعوبة تناول الشراب والطعام، وفي بعض الأحيان قد تخرج السوائل التي يحاول المريض القيام ببلعها من أنفه.
– تأثر المضغ قد يشعر المريض بإرهاق العضلات التي يتم استخدامها في المضغ أثناء تناول الوجبة، خصوصاً إذا كان يتناول طعام صعب المضغ مثل: شريحة من اللحم.
- عضلات الرقبة والأطراف
يمكن أن تسبب الإصابة بالوهن العضلي الوبيل ضعف الرقبة، والساقين، والذراعين، ويمكن أن تؤثر ضعف عضلات الرقبة على رفع الرأس، كما يمكن أن تؤثر ضعف عضلات القدم على طريقة المشي.
ثانياً: أسباب مرض الوهن العضلي الوبيل
هناك عدة أسباب يمكن أن تكون سبباً في إصابة الشخص بالضعف العضلي الوبيل منها ما يلي:
- الأجسام المضادة
تتواصل أعصاب الإنسان مع عضلاته من خلال إطلاق مواد كيميائية تتوافق مع مواقع المستقبلات عند تقاطع الأعصاب مع العضلات، وفي حالة الإصابة بالوهن العضلي الوبيل فإن الجهاز المناعي يقوم بإنتاج أجسام مضادة تمنع الكثير من مواقع المستقبلات بالعضلات ناقل عصبي يدعى “أستيل كولين”، مما يؤدي إلى تلقي العضلات إشارات عصبية أقل ويسبب ضعف العضلات، يمكن أن تمنع أيضاً الأجسام المضادة وظيفة البروتين الذي يشارك في تشكيل تقاطع العصب العضلي؛ مما يؤدي إلى إصابة الشخص بالوهن العضلي الوبيل.
- الغدة الزعترية
يطلق عليها أيضاً إسم”غدة التوتة” وهي عبارة عن جزء من جهاز المناعة الذي يوجد في الجزء العلوي للصدر، وهناك اعتقاد من الباحثين أن هذه الغدة تقوم بتحفيز إنتاج الأجسام المضادة التي تؤدي إلى منع عمل الأستيل كولين، وتكون هذه الغدة كبيرة عند الطفولة وصغيرة عند البالغين الأصحاء وتكون كبيرة بصورة غير طبيعية لدى البالغين الذين يعانون من الوهن العضلي الوبيل، غالباً ما يصاب الأشخاص الذين يعانون من الوهن العضلي الوبيل بأورام الغدة الزعترية وغالباً ما تكون هذه الأورام غير خبيثة ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تصبح خبيثة.
- أسباب وراثية
هناك بعض الحالات النادرة التي يولد فيها الأطفال بحالة وراثية من الوهن العضلي الوبيل وتسمى “متلازمة الوهن العضلي الخلقية”، كما أن هناك بعض الحالات النادرة التي تنجب فيها الأمهات المصابات بمرض الوهن العضلي الوبيل أطفال حاملين للمرض، وفي حالة اللجوء للعلاج سريعاً فقد يتم شفاء الطفل خلال شهرين من تاريخ الولادة.
ثالثاً: تشخيص مرض الوهن العضلي الوبيل
سوف يقوم الطبيب بالتعرف على التاريخ الطبي للمريض ويقوم بإجراء فحص بدني للمريض، قد يطلب الطبيب إجراء عدة فحوصات تتمثل في الأتي:
- الفحص العصبي
يقوم الطبيب في هذا الفحص بفحص الصحة العصبية للمريض من خلال إختبار ردود الأفعال اللاإرادية وشدة وقوة العضلات وحاستي البصر واللمس والتوازن والتناسق.
- اختبار الإيدروفونيوم
قد يشير التحسن المفاجئ والمؤقت في العضلات عند الحقن بكلوريد الإيدروفونيوم إلى إصابة الشخص بالوهن العضلي الوبيل، حيث يؤدي كلوريد الإيدروفونيوم إلى منع الإنزيم الذي يقوم بتحليل الأسيتيل كولين وهو عبارة عن المادة الكيميائية التي تعمل على نقل الإشارات من الأعصاب إلى مواقع مستقبلات العضلات.
- اختبار كيس الثلج
في حالة إذا كان لدى الشخص جفن متدلي فإن الطبيب يقوم بوضع كيس من الثلج على جفن المصاب لمدة دقيقتين، ثم يقوم بإزالة الكيس ويفحص الجفن لرؤية علامات التحسن.
- تحليل الدم
قد يساعد فحص الدم في الكشف عن وجود أجسام مضادة تؤدي بدورها إلى تعطيل مواقع المستقبلات، حيث يقوم العصب بنقل الإشارة للعضلات لكي تتحرك.
- التحفيز المتكرر للعصب
يقوم الطبيب بوضع الأقطاب على جلد المريض فوق العضلات التي يريد اختبارها ثم يقوم الطبيب بإرسال نبضات كهربائية صغيرة من خلال الأقطاب الكهربائية؛ وذلك من أجل قياس مدى قدرة الأعصاب على إرسال الإشارات إلى العضلات، سوف يقوم الطبيب بإعادة الإختبار عدة مرات حتى يتمكن من معرفة ما إذا كانت قدرة العصب على إرسال الإشارة تزداد سوءاً مع التعب والإرهاق.
- مخطط كهربية الليف العضلي
هذا الاختبار يقيس النشاط الكهربائي الذي يتم انتقاله فيما بين الدماغ والعضلات، يتمثل هذا الإختبار في إدخال قطب كهربائي عن طريق الجلد وفي العضلات من أجل اختبار ألياف عضلة واحدة.
- التصوير
قد يطلب الطبيب فحص عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب، وذلك من أجل فحص وجود ورم أو شذوذ في الغدة الزعترية.
- اختبارات الوظائف الرئوية
هذه الإختبارات تساعد في تقييم ما إذا كانت حالة المريض تؤثر على تنفسه أم لا.
رابعاً: علاج مرض الوهن العضلي الوبيل
قد يخفف العلاج من أعراض مرض الوهن العضلي الوبيل و يتوقف نوع العلاج على عمر المريض وشدة المرض ومدى سرعة وتطور المرض ويتمثل العلاج في الآتي:
- الأدوية
– مثبطات الكولينستيراز تساعد هذه الأدوية على تعزيز التواصل فيما بين الأعصاب والعضلات ومن أمثلتها البيريدوستيغمين ونيوستيجمين، هذه الأدوية لا تعد علاجاً ولكن يمكن أن تؤدي إلى تحسين قوة وانقباض العضلات.
– الكورتيكوستيرويدات تؤدي إلى تثبيط جهاز المناعة؛ مما يقلل من إنتاج الأجسام المضادة، من أمثلتها بريدنيزون، وهناك أدوية أخرى تؤثر على الجهاز المناعي يمكن استخدامها مع الكورتيكوستيرويدات مثل: أذاثيوبرين، ومايكوفينولاتموفيتيل، والميثوتريكسيت، وتاكروليموس.
- المعالجة الوريدية
يتم استخدام أنواع من العلاجات لفترة قصيرة من أجل علاج تفاقم الأعراض المفاجئ، أو قبل إجراء الجراحة، منها ما يلي:
– فصادة البلازما وهي عملية ترشيح تشبه عملية الغسيل الكلوي.
– حقن الغلوبولين المناعي بالوريد حيث يمد هذا العلاج الجسم بالأجسام المضادة الطبيعية.
- الجراحة
قد تتضمن الجراحة العمليات الآتية:
– استئصال غدة التوتة بمساعدة الفيديو.
– استئصال غدة التوتة بمساعدة الإنسان الآلي.