متلازمة رايتر أو ما يسمى التهاب المفاصل الارتكاسي هي أحد أمراض المناعة الذاتية النادرة، تعتبر شكلاً من أشكال الالتهابات التي تصيب المفاصل والعيون والجلد والجهاز البولي، قد يصاحبها ظهور مجموعة من الأعراض التي قد تصيب أعضاء مختلفة في الجسم أو لا يصاحبها ظهور أعراض، قد تظهر الأعراض بشدة وبسرعة أو قد تكون بطيئة، يعتبر الذكور الناشطين جنسياً الذين يتراوح سنهم ما بين 20 إلى 40 عاماً والأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة الذاتية هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم متلازمة رايتر أسباب وأعراض وعلاج.
متلازمة رايتر أسباب وأعراض وعلاج
أولاً: أسباب متلازمة رايتر
حتى الآن لم يتوصل الخبراء إلى معرفة الأسباب الحقيقية المسببة لإصابة الشخص بمتلازمة رايتر، ولكن هناك العديد من الأبحاث العلمية التي تقترح أن هناك عدد من العوامل التي قد تكون سبباً في إصابة الشخص بمتلازمة رايتر، تتمثل أهم هذه العوامل في الآتي:
- العوامل الوراثية
تقترح العديد من الأبحاث أن الإستعداد الوراثي قد يكون سبب في إصابة الشخص بمتلازمة رايتر، حيث أظهرت تحاليل الدم التي أجريت لدى 75% من المصابين بمتلازمة رايتر وجود الواسم الجيني “HLA – B27”.
- الاتصال الجنسي
حيث أن غالبية حالات الإصابة بمتلازمة رايتر كانت لدى الذكور النشطاء جنسياً، حيث وجد لديهم إصابة جرثومية باليوريا أو الكلاميديا التراخومية وهما مرضان يتم انتقالها عن طريق الاتصال الجنسي.
- الإصابة بالعدوى الجرثومية
حيث وجد تطور لأعراض متلازمة رايتر لدى الأشخاص المصابين بعدوى جرثومية معوية ببكتريا السلمونيلا، أو التشغيل، أو اليرسينيا، أو العطيفة.
- فيروس نقص المناعة البشرية
حيث أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية “فيروس الإيدز” هم الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة رايتر.
ثانياً: أعراض متلازمة رايتر
يمكن تقسيم أعراض الإصابة بمتلازمة رايتر إلى ثلاثة مجموعات رئيسية من الأعراض التي ترتبط بالتهاب المفاصل الارتكاسي (متلازمة رايتر)، تتمثل هذه المجموعات في الآتي:
1- الجهاز العضلي الهيكلي
هناك مجموعة من أعراض متلازمة رايتر تصيب الجهاز العضلي الهيكلي في جسم الإنسان، تتمثل أهم هذه الأعراض في الآتي
- معاناة المريض من آلام حادة وتورم في مفاصل كلاً من الكاحلين، والركبتين، والحوض، والمفاصل العجزية.
- معاناة المريض من تورم أصابع القدم أو أصابع اليد، أو الأرداف، أو الظهر، أو الكعب.
- معاناة المريض من الشعور بألم في أسفل الظهر، وقد يزداد حدة هذا الألم أثناء الليل أو في الصباح الباكر.
- معاناة المريض من التهاب الأنسجة الرخوة، الذي قد يشمل التهاب الأوتار، والعضلات، والأربطة.
2- الجهاز البولي
يمكن أن تسبب متلازمة رايتر حالة تسمى التهاب الإحليل “هو أنبوب يتم من خلاله نقل البول من المثانة إلى خارج الجسم”، ينتج عن هذه الحالة ظهور بعض الأعراض التي تصيب الجهاز البولي، تتمثل أهم هذه الأعراض في الآتي:
- معاناة المريض من الشعور بألم وحرقان أثناء القيام بالتبول.
- معاناة المريض من الشعور بالرغبة في التبول بشكل متكرر.
- معاناة المريض من الإسهال وذلك في حالة إصابة الأمعاء.
- معاناة المرضى المصابين بمتلازمة رايتر من الرجال من التهاب البروستاتا، وخروج إفرازات من القضيب في حالة الإصابة بالتهاب في الإحليل.
- معاناة المرضى المصابين بمتلازمة رايتر من النساء من التهاب في عنق الرحم.
3- الجلد والعيون
يعتبر التهاب العين أحد الأعراض الرئيسية المصاحبة للإصابة بمتلازمة رايتر، كما قد تؤثر تلك المتلازمة أيضاً على الجلد والفم، تتمثل أهم أعراض متلازمة رايتر التي تظهر على الجلد والعيون في الآتي:
- عادةً ما يعاني المصاب من التهاب أغشية العين الذي يسبب الشعور بالألم والحكة.
- معاناة المريض من تقشر الجلد على الأخصمين، وراحتي اليد، وفروة الرأس، والجذع.
- معاناة المريض من حدوث تقرحات في الفم.
ثالثاً: تشخيص الإصابة بمتلازمة رايتر
عادةً ما يقوم الطبيب بتشخيص إصابة الشخص بمتلازمة رايتر عن طريق الفحص السريري للمريض، من خلال التعرف على التاريخ الطبي للمريض، وإجراء الفحص البدني له، كما قد يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض الدراسات المختبرية التي تفيد في التوصل إلى التشخيص الصحيح لحالة المريض، تتمثل هذه الإختبارات في الآتي:
- تحليل خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء.
- فحص معدل الترسيب لكريات الدم الحمراء.
- فحص بروتين C التفاعلي، وغير ذلك من المواد المتفاعلة في مراحل المرض الحادة.
- فحص الأجسام المضادة لبعض المستضدات البكتيرية المحددة.
- إجراء تحليل دم، إجراء تحليل بول وبراز.
- إجراء تحليل عنق الرحم.
- فحص مستضدات الكريات البيضاء البشرية.
- إجراء اختبار الجلد توبركولين.
- إجراء تحليل فيروس نقص المناعة البشرية.
- إجراء تحليل المفصل.
- إجراء تحليل السائل الزليلي، وخزعة الزليلي.
- فحص تخطيط القلب الكهربائي.
يقوم الطبيب باللجوء إلى طرق التصوير الإشعاعي التي يمكن تشخيص المرض من خلال النظر فيها، تتمثل هذه الطرق في الأتي
- التصوير الإشعاعي العادي يمكن من خلال هذا التصوير كشف النتائج في 40 إلى 70% فقط من الحالات.
- التصوير المقطعي باستخدام بالإصدار البوزيروني.
- التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي، وخصوصاً من المفصل العجزي الحرقفي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- تخطيط صدى القلب أو الموجات الفوق صوتية.
رابعاً: علاج متلازمة رايتر
ليس هناك علاج قاطع لمتلازمة رايتر ولكن يهدف العلاج بصفة عامة إلى الحد من الأعراض، يتوقف العلاج على مدى شدة الأعراض فعادةً ما يرتكز العلاج على تخفيف الألم، والتخفيف من صعوبة الحركة من خلال اعتماد الوضعية السليمة، والعمل على شد المناطق المصابة لمنع حدوث التشنج وصعوبة الحركة، فهناك ما يقرب من ثلثي المصابين لديهم دورة ذاتية محدودة قد تصل إلى 30% من أعراض المتلازمة المزمنة مما يمثل تحدياً علاجياً، تتمثل أهم العلاجات التي يمكن أن يتم استخدامها من أجل علاج متلازمة رايتر في الآتي:
- تناول العقاقير الغير ستيرويدية المضادة للالتهابات (المسكنات) والتي تعتبر من الدعائم الأساسية في علاج متلازمة رايتر.
- تناول عقاقير مضادة للروماتيزم المعدلة، والتي عادةً ما يتم اللجوء إلى استخدامها في حالة عدم فعالية مضادات الالتهاب غير ستيروئيدية.
- تناول المضادات الحيوية سوف تحتاج العدوى البكتيرية مثل: الكلاميديا إلى استخدام المضادات الحيوية، وعادةً ما يتم علاج التهاب المفاصل الذي ينتج عن متلازمة رايتر باستخدام العقاقير المضادة للإلتهابات مثل نابروكسين، أو الإيبوبروفين، أو الأسبرين.
- العلاج بالكورتيزون استخدام المنشطات حيث يمكن معالجة التهاب العين وانفجارات الجلد عن طريق استخدام المنشطات.
العلاجات البديلة بجانب العلاجات الطبية، فقد تكون العلاجات البديلة مفيدة ومساعدة للعلاج التقليدي، وتتمثل هذه العلاجات البديلة في الآتي:
- التقليل من كمية الدهون المشبعة، تناول الكثير من الأسماك الدهنية، الإبتعاد عن تناول الكحول، تناول كميات كبيرة من الخضروات والفواكه.
- استخدام الأعشاب في الحد من الإلتهابات مثل: أعشاب الصفصاف الأبيض، و بروميلين، وعرقسوس، وذيل الحصان، مخلب القط.
- ممارسة الرياضة حيث يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي بصورة كبيرة في علاج متلازمة رايتر، ولكن يجب التقليل من حدة التمارين العلاجية أثناء الأشهر الأولى من الإصابة بمتلازمة رايتر.
- ضمان طهي الطعام جيداً والتعامل معه وتخزينه بصورة صحيحة.
- ممارسة الجنس الآمن.
تجدر الإشارة هنا إلى أن معظم الحالات المصابة بـ متلازمة رايتر تتماثل إلى الشفاء الكامل خلال مدة زمنية تتراوح ما بين بضعة شهور إلى سنة تقريباً في بعض الحالات.