الألم العضلي الليفي هو عبارة عن متلازمة مزمنة تسبب آلام عضلية حادة في مناطق مختلفة من جسم الإنسان مثل: الأوتار، الأربطة، يظهر الألم العضلي الليفي لدى ما يقارب نسبة 2% من إجمالي سكان الولايات المتحدة الأمريكية، تعد تلك المتلازمة أكثر انتشاراً بين النساء عن الرجال ويزيد خطر الإصابة مع التقدم في العمر، على الرغم من أنه ليس هناك سبباً محدداً لظهور الألم العضلي الليفي إلا أنه غالباً ما يكون نتيجة لإصابة جسدية أو أزمة عاطفية، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم ما هو سبب الألم العضلي الليفي.
ما هو سبب الألم العضلي الليفي
لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى سبب محدد للإصابة بالألم العضلي الليفي ولكن هناك مجموعة من العوامل التي قد تكون سبباً في حدوثه، من أهم هذه العوامل الآتي:
- العوامل الوراثية
غالباً ما ينتشر الألم العضلي الليفي بين أفراد العائلة الواحدة حيث فقد يكون هناك جينات وراثية محددة هي التي قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة والألم العضلي الليفي والأعراض المصاحبة له.
- العدوى
قد تسبب إصابة الشخص ببعض الأمراض إلى الإصابة بالألم العضلي الليفي، أو قد تكون سبباً في زيادة حدته.
- الصدمات العاطفية أو الجسدية
قد يكون تعرض الشخص إلى الضغط النفسي من أسباب الإصابة بالألم العضلي الليفي وقد تسبب الصدمات الجسدية مثل: حادث سيارة مثلاً في الإصابة بالمرض.
عوامل خطر الإصابة بالألم العضلي الليفي
هناك عدد من عوامل الخطر التي تنسب إلى الألم العضلي الليفي و هي تشمل الآتي:
- الجنس
حيث يكثر انتشار الألم العضلي الليفي بين النساء أكثر من انتشاره بين الرجال.
- السن
حيث يزداد ظهور الألم العضلي الليفي لدى البالغين بدايةً من سن الشباب إلى سن الكهولة، كما يحتمل ظهوره أيضاً عند الأطفال أو في سن الشيخوخة.
- اضطراب نمط النوم
حيث ثبت أن غالبية الأشخاص الذين يعانون من حدوث اضطرابات في النوم مثل: تململ عضلات الساقين، أو تشنج عضلات الساقين، أو انقطاع النفس أثناء النوم، قد يعانون من الإصابة بالألم العضلي الليفي.
- التاريخ العائلي
حيث تزداد فرصة إصابة الشخص بالألم العضلي الليفي في حالة إذا كان أحد أقاربه يعاني من تلك المشكلة.
- أمراض المفاصل
يزداد فرصة الإصابة بالألم العضلي الليفي في حالة إصابة الشخص بمرض مفصلي مثل: الذئبة، التهاب المفاصل الروماتيزمي.
أعراض الألم العضلي الليفي
تتضمن أعراض الألم العضلي الليفي الأعراض الآتية:
- ألم واسع النطاق
إن الألم المصاحب للألم العضلي الليفي هو عبارة عن اضطراب روماتيزمي يرافقه ألم في العضلات وصداع، لكي يعتبر الألم منتشراً لابد أن يكون ألم شديد ويستمر لمدة 3 شهور على الأقل، كما أنه لابد من حدوث الألم في جانبي الجسم وأعلى وأسفل الوسط.
- الإرهاق
إن الشخص المصاب بالألم العضلي الليفي غالباً ما يستيقظ من نومه مرهقاً حتى إذا أخذ كفايته من النوم، وغالباً ما يستيقظ الشخص المصاب من النوم على الشعور بالألم، كما قد يعاني الشخص المصاب أيضاً من اضطرابات أخرى في النوم مثل: انقطاع النفس أثناء فترة النوم، وتململ عضلات الساقين.
- صعوبات في الإدراك
حيث أن أعراض الألم العضلي الليفي قد تسبب ضعف في قدرة الشخص على التركيز والانتباه.
قد تتواجد أعراض الألم العضلي الليفي مع بعض الأمراض المؤلمة الأخرى مثل الآتي:
- متلازمة القولون العصبي.
- جميع أنواع الصداع، ومنها الصداع النصفي.
- متلازمة المثانة المؤلمة، والتهاب المثانة الخلالي.
- اضطرابات المفصل الفكي الصدغي.
تشخيص الألم العضلي الليفي
لقد كان الأطباء قديماً يقومون بفحص 18 نقطة معينة في جسم الإنسان من أجل التعرف على عدد النقاط المؤلمة عند القيام بالضغط عليها، في الوقت الحالي فإن الأمر لا يتطلب فحص منطقة الألم حيث يمكن تشخيص المرض في حالة إذا كان الشخص مصاب بالألم واسع النطاق لمدة تزيد عن 3 شهور مع عدم إصابته بحالة مرضية كامنة التي قد تكون سبباً في الألم، وغالباً ما يقوم الطبيب المعالج بالإجراءات الأتية حتى يتمكن من تشخيص الألم العضلي الليفي.
فحوصات الدم
بالرغم من أنه لا يوجد اختبار معملي يؤكد تشخيص الألم العضلي الليفي إلا أن الطبيب المعالج قد يلجأ إلى القيام بإجراء تلك الفحوصات من أجل استبعاد الإصابة بحالات مرضية أخرى قد تتشابه في الأعراض مع أعراض الألم العضلي الليفي، تشمل اختبارات الدم الفحوصات التالية:
- فحوصات تعداد الدم الكامل.
- فحص نسبة سرعة ترسيب الدم.
- فحص بيبتيد السيترولين الغير حلقي.
- فحص عامل الروماتويد.
- فحص وظائف الغدة الدرقية.
علاج الألم العضلي الليفي
يتضمن علاج الألم العضلي الليفي بصفة عامة كلاً من الرعاية الذاتية واستخدام الأدوية ويركز العلاج على تخفيف أعراض الألم العضلي الليفي وتحسين حالة المريض الصحية، لكن ليس هناك علاج واحد يمكن أن يكون علاجاً لجميع الأعراض، سوف نتعرف فيما يلي على أهم العلاجات المستخدمة في علاج الألم العضلي الليفي.
- الأدوية
يمكن أن تساعد الأدوية على التخفيف من أعراض الألم العضلي الليفي وتحسين قدرة الشخص على النوم، وتشمل هذه الأدوية الأنواع الأتية:
– مسكنات الألم: تشمل مسكنات الألم التي يمكن استخدامها دون وصفة من الطبيب مثل: دواء ايبوبروفين، و أسيتامينوفين، و نابروكسين الصوديوم، كما أن هناك بعض المسكنات التي يقوم بوصفها الطبيب مثل الترامادول.
– مضادات الاكتئاب: قد يساعد دواء ملينا سيبران، ودولو كيستين على تخفيف التعب والألم المرتبط بالألم العضلي الليفي، كما قد يصف الطبيب دواء سيكلوبنزابرين، الأميتريبتيلين وهما يساعدان على ترخية العضلات مما يساعد الشخص على النوم بدون قلق.
– العقاقير المضادة للنوبات: حيث أن الأدوية التي يتم استخدامها في علاج نوبات الصرع قد تكون مفيدة في تخفيف حدة أعراض الألم العضلي الليفي، من هذه الأدوية دواء الجابابنتين، ودواء بريجابالين والذي يعتبر أول دواء تمت الموافقة عليه من قبل هيئة الغذاء والدواء ليتم استخدامه في علاج أعراض الألم العضلي الليفي.
- العلاج الطبيعي
حيث يمكن أن يقوم المعالج الطبيعي بتعليم المريض ممارسة بعض التمارين التي قد تساعد على تحسين القوة والتحمل والمرونة، كما أن التمارين المعتمدة على الماء قد تكون مفيدة بشكل عملي في التخفيف من أعراض الألم العضلي الليفي.
- العلاج الوظيفي
حيث يمكن أن يقوم المعالج المهني بإضفاء تعديلات على طريقة القيام ببعض المهام أو على منطقة العمل؛ مما قد يؤدي إلى تقليل الضغط الإجهادي على جسم المريض وبالتالي يقلل من أعراض الألم العضلي الليفي.
- الاستشارة
حيث يمكن أن يساعد التحدث مع استشاري إلى تقوية إيمان المريض بالقدرات التي يمتلكها، وتعليمه كيفية التعامل مع بعض المواقف التي قد تسبب له الضغط.
مضاعفات الألم العضلي الليفي
إن الألم العضلي الليفي لا يعتبر من الأمراض التي تتفاقم وتشتد حدتها بمرور الوقت كما أنه لا يسبب حالات مرضية أخرى لكنه يسبب للمريض بعض المشاكل مثل: الآلام، وقلة النوم، والاكتئاب، وتلك المشاكل قد تكون عائقاً أمام المريض لممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية، و قد يعيق حياة الفرد العملية والمجتمعية والعائلية، وغالباً ما قد يؤدي الإحباط الناتج عن المرض الذي لم يتم تشخيصه إلى تفاقم الحالة.