الاحتشاء الرئوي هو حالة تهدد الحياة تحدث بسبب الإنصمام الرئوي وهو عبارة عن حدوث انسداد مفاجئ بأحد شرايين الرئة نتيجة الإصابة بالجلطات الدموية، تعمل هذه الجلطات على منع تدفق الدم إلى الرئة مما يشكل خطراً على الحياة، يمكن أن يقلل العلاج الفوري من الخطر، كما يمكن أن تساعد إجراءات الوقاية من حدوث الجلطات الدموية على حماية الشخص من الإصابة بالإنصمام الرئوي، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم ما هو الاحتشاء الرئوي.
ما هو الاحتشاء الرئوي
أولاً: أعراض الإصابة بالاحتشاء الرئوي
تختلف أعراض الاحتشاء الرئوي إلى حد كبير طبقاً لحجم الجزء المصاب من الرئة، وحجم الجلطات الدموية، وما إذا كان المريض مصاب بأمراض كامنة في الرئة أو القلب، تتمثل أهم الأعراض في الأتي:
- ضيق في التنفس عادةً ما يتم ظهور هذا العرض بصورة مفاجئة ويتفاقم عند بذل المزيد من المجهود.
- ألم الصدر حيث يشعر الشخص المصاب وكأنه مصاب بأزمة قلبية، وقد يشعر بتفاقم الألم في حالة التنفس بعمق، أو أثناء السعال، أو الإنحناء، أو تناول الطعام، سوف يزداد الألم عند القيام ببذل مجهود ولن يهدأ عندما يخلد المصاب إلى الراحة.
- السعال وقد يصاحبه خروج دم أو بلغم مختلطاً بالدم.
- ألم وتورم الساق وخصوصاً ربلة الساق.
- المعاناة من شحوب البشرة وتحولها إلى اللون الأزرق.
- الإصابة بالحمى.
- المعاناة من فرط التعرق.
- اضطرابات ضربات القلب وسرعتها.
- الشعور بالدوخة والدوار.
ثانياً: أسباب الإصابة بالاحتشاء الرئوي
يحدث الاحتشاء الرئوي بسبب الإصابة بالإنصمام الرئوي الذي يحدث نتيجة الإصابة بالجلطات الدموية؛ مما يمنع تدفق الدم إلى الرئتين ويؤدي إلى صعوبة قيام الرئتين بتوفير الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم وقد تسبب الوفاة، تتمثل أهم عوامل خطر الإصابة بالمرض في الآتي:
- التاريخ الطبي للمريض حيث تزداد فرصة الإصابة بالمرض في حالة إصابة الشخص أو أحد أفراد عائلته بالإنضمام الرئوي قبل ذلك أو بالجلطات الدموية الوريدية؛ وذلك بسبب الإضطرابات الموروثة التي قد تؤثر على الدم مما يزيد من إحتمال فرصة إصابة الشخص بالجلطات الدموية.
- مرضى القلب حيث أن الإصابة بأمراض الأوعية القلبية وخصوصاً فشل القلب تزيد من خطر تكون الجلطات الدموية.
- مرض السرطان حيث يمكن أن تؤدي أنواع السرطان المختلفة وخاصةً سرطان المبيض، والبنكرياس، والرئة إلى زيادة معدلات المواد التي تسبب تجلط الدم، كما يسبب العلاج الكيميائي زيادة فرصة الإصابة بالمرض.
- الجراحة تعتبر الجراحة من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تكون الجلطات الدموية؛ لذا فإنه قد يتم إعطاء المريض دواء من أجل الوقاية من تكون الجلطات قبل إجراء العمليات الجراحية الكبرى وبعدها مثل عملية استبدال المفاصل.
- التدخين يساعد تعاطي التبغ على تكون الجلطات الدموية عند بعض الأشخاص وخصوصاً في حالة اقترانه بأسباب خطورة أخرى.
- زيادة الوزن حيث يؤدى الوزن الزائد إلى زيادة فرصة تكون الجلطات الدموية وخاصةً لدى النساء المدخنات أو الأشخاص الذين يعانون من إرتفاع ضغط الدم.
- الحمل حيث أن ضغط الطفل على أوردة الحوض يؤدي إلى بطء عودة الدم من الساقين؛ مما يؤدي إلى تكون الجلطات الدموية.
- الإستروجين التكميلي إن هرمون الإستروجين الذي يوجد في حبوب منع الحمل يمكن أن يؤدي إلى زيادة عوامل تخثر الدم، وخاصةً في حالة زيادة الوزن والتدخين.
- عدم الحركة لفترة زمنية طويلة حيث قد تتكون الجلطات الدموية خلال فترات عدم النشاط مثل:
– ملازمة الفراش لمدة طويلة والتي تكون بسبب الإصابة بكسر في الساق، أو التعرض لأزمة قلبية، أو عملية جراحية، أو صدمة، أو غير ذلك من الأمراض، وقد يترتب على ذلك زيادة فرصة الإصابة بالجلطات الدموية؛ مما يعيق تدفق الدم وقد يؤدي إلى تجمعه في الساقين.
– الرحلات الطويلة حيث أن الجلوس بمكان ضيق خلال الرحلات سواء بالطائرة أو السيارة لمدة طويلة يعوق تدفق الدم إلى باقي أجزاء الجسم؛ مما يؤدي إلى تكوين الجلطات الدموية في الساقين.
ثالثاً: تشخيص الإصابة بالاحتشاء الرئوي
قد يصعب التشخيص في حالات الإصابة بأمراض القلب والرئة لذلك فإن الطبيب سوف يطلب إجراء واحد أو أكثر من الإختبارات الأتية:
1- فحوص الدم
قد يطلب الطبيب المعالج إجراء فحص دم لمادة (D dimer) التي تذيب الجلطة الدموية حيث أن المستويات المرتفعة من المادة تشير إلى زيادة احتمال تجلط الدم، يمكن أيضاً أن تقيس فحوصات الدم كمية الأكسجين، وثاني أكسيد الكربون بالدم حيث قد تقلل جلطة الأوعية الدموية في الرئة من مستوى الأكسجين بالدم.
2- تصوير الصدر بالأشعة السينية
يقوم هذا الإختبار بعرض صورة للقلب والرئة على فيلم وبالرغم من أن تصوير الأشعة السينية لا يمكنه تشخيص الإصابة بالإنضمام الرئوي إلا أنه يمكنه إستبعاد المظاهر المميزة للمرض.
3- الموجات الفوق صوتية
يتم استخدام الموجات فوق الصوتية المزدوجة من أجل التحقق من وجود جلطات دموية أوردة الفخذ حيث يقوم الطبيب بإستخدام جهاز على شكل عصا يسمى محول، ليقوم بتوجيه الموجات الصوتية للأوردة التي يقوم الطبيب باختبارها حيث تنعكس تلك الموجات إلى محول الطاقة مرة أخرى ويتم ترجمتها لصورة متحركة من خلال جهاز كمبيوتر.
4- الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب الحلزوني
في هذا الفحص يدور جهاز الفحص حول جسم المريض بطريقة حلزونية من أجل إنشاء صورة ثلاثية الأبعاد ويمكن من خلال هذا الفحص اكتشاف الحالات الغير طبيعية بشرايين الرئة.
5- التصوير بالرنين المغناطيسي
يتم عن طريق استخدام موجات الراديو ومجال مغناطيسي قوي لكي يتم تقديم صور للهياكل الداخلية بشكل مفصل، من عيوب هذا الإختبار إرتفاع تكلفته لذا فهو عادةً ما يتم تخصيصه للحوامل والأشخاص الذين قد تتضرر الكلى عندهم بالصبغات التي تستخدم في الأنواع الأخرى من الإختبارات.
رابعاً: علاج الاحتشاء الرئوي
يهدف العلاج إلى الحفاظ على عدم تخثر الدم وحماية الجسم من حدوث تخثرات جديدة، يجب الإسراع في العلاج تجنباً لحدوث مضاعفات خطيرة للمرض قد تنتهي بالوفاة، يتمثل العلاج في الآتي:
- الأدوية
– مضادات التخثر (مسيلات الدم): هذه الأدوية تساعد على الوقاية من تكون جلطات جديدة بينما يقوم الجسم بتحليل الجلطات القديمة، عادةً ما يتم استخدام الهيبارين كمضاد للتجلط ويمكن أن يتم أخذه عن طريق الوريد، أو من خلال الحقن تحت الجلد، ويتميز بسرعة مفعوله، في بعض الأحيان يتم استبداله بمضاد تجلط فموى لعدة أيام مثل “الوارفارين”، لكي تزداد فعاليته.
– مذيبات التجلط: على الرغم من أن هناك بعض الجلطات التي تذوب من تلقاء نفسها إلا أنه يوجد بعض الأدوية التي يتم إعطائها للمريض من خلال الوريد من أجل إذابة الجلطات بسرعة، بسبب أن هذه الأدوية لها قدرة على التسبب في حدوث نزيف مفاجئ شديد فإنه لا يستعان بها إلا في الحالات الخطيرة جداً المهددة للحياة.
- الإجراءات الجراحية
– إزالة الجلطة في حالة إصابة الشخص بجلطة كبيرة في الرئة مهددة للحياة، فإن الطبيب ينصح بإزالتها عن طريق القسطرة، حيث يتم استخدام أنبوب رفيع مرن ويقوم بتمريرها من خلال الأوعية الدموية.
– مرشح الوريد يمكن من خلال القسطرة أيضاً وضع مرشح بالوريد الرئيسي في الجسم وهو الوريد الأجوف السفلي الممتد من الساقين للجانب الأيمن من القلب، يساعد هذا المرشح على منع استمرار نقل الجلطات إلى الرئتين.