جفاف المشاعر والطلاق العاطفي بين الزوجين

جفاف المشاعر والطلاق العاطفي بين الزوجين

كُتب بواسطة: تاريخ النشر: 3 يناير، 2016

المقصود بعبارة الطلاق العاطفي هو برود المشاعر بين الأزواج، واستمرار الزوجين في العيش تحت سقف واحد، لكن لكل منهما حياته الخاصة التي لا يعرف عنها شريكه إلا القليل.

الزواج الذي يبنى على الحب والتفاهم والحوار والإرادة،  يستطيع  ان يقاوم ويَثبت امام ما يواجهه من صعوبات ومؤثرات داخلية وخارجيه ، استمراية هذا النهج امر في غاية الأهمية حتى لا يتحول الزواج الى علاقة روتينيه مبنية على اسس غير سليمة مثل التعود والعطف والاولاد والقبول بالامر الواقع على علاته .

مثل هذه العلاقة توصف بحالة الجمود العاطفي التي يغيب عنها اسمى مشاعر الارتباط بين الزوجين وهي عاطفة الحب  .وبغياب الحب تغيب معه الكثير من مقومات السعادة الزوجية .

قد  يتسائل البعض عن اسباب الجمود العاطفي بين الزوجين ،وهل هناك من يسعى الى ذلك . والجواب هو انه في اغلب الحالات لا يكون الوصول الى هذه الحاله مقصودا من اي من الطرفين ولكن هموم الحياه وتربية الاولاد والانشغال بالعمل جميعها ضروف تلهي كلا من الزوجين وتوصلهما الى انشغال كل منهما عن الأخر وتفتح الباب واسعا الى التنافر والشجار بين الزوجين . ومن الاسباب التي تؤدي الى هذه النتيجه ايضا هو سوؤ الاختيار من الاساس اي عدم ملائمة كل من الزوجين للاخر وانصياع كل منهما او احدهما لعقله او عاطفته فقط في الاختيار .

في ظل التواصل السلبي والحرمان والطلاق العاطفي وضعف الحوار داخل الأسرة،  تنشأ حالات الاكتئاب والقلق والشجار شبه اليومي، وتزايد العنف والهجر النفسي والحسي وتزايد كبير في نسبة النساء والأطفال المراجعين للعيادات النفسية  ويوصل في بعض الحالات الى الطلاق كنتيجه حتميه . من هنا لا بد من التنبه وتفادي الوقوع في الاسباب السابقه المؤدية للجمود والجفاف العاطفي وان يبادر اي طرف من الزوجين لكسر هذا الجمود فور ظهور مؤشراته  ومحاولة استيعاب الطرف الأخر واحتياجاته حتى ولو كان هو الجهة المؤدية الى هذا الوضع .