قلة العدلات هي عبارة عن اضطراب يحدث في الدم يؤدي إلى نقص كبير جدًا في خلايا الدم البيضاء تعرف بإسم “العدلات”، عادةً ما تمثل العدلات نسبة تتراوح ما بين 50 إلى 70 ٪ من إجمالي عدد خلايا الدم البيضاء التي توجد في الدم، تكون هذه العدلات بمثابة خط الدفاع الأول ضد الإصابة بالعدوى من خلال قدرتها على تدمير البكتيريا التي توجد في الدم، لذا فإن المرضى المصابين بقلة العدلات دائمًا ما يكونوا أكثر تعرضًا للإصابة بالالتهابات البكتيرية، في حالة إهمال علاج قلة العدلات قد تصبح مهددة لحياة الإنسان، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم أعراض قلة العدلات وعلاجها.
أعراض قلة العدلات وعلاجها
عادةً لا تسبب الإصابة بقلة العدلات حدوث أي أعراض واضحة لذلك هي غالبًا لا تدفعك وحدها إلى زيارة الطبيب، عادةً ما يتم اكتشاف الإصابة بها في حالة إذا تم تشخيص حالة المريض بأنها قلة في العدلات، يجب على المريض سرعة الإتصال بالطبيب على الفور في حالة ظهور إحدى علامات العدوى والتي قد تتمثل في الآتي:
- معاناة المريض من التورم والاحمرار حول أي منطقة يكون الجلد فيها متشققًا أو مجروحًا.
- معاناة المريض من الإصابة بالحمى التي قد تتجاوز 38 درجة مئوية.
- معاناة المريض من الشعور بالقشعريرة وكثرة التعرق.
- معاناة المريض من سعال شديد وقد يزداد سوءً.
- معاناة المريض من الشعور بضيق في التنفس.
- معاناة المريض من الإصابة بقرح الفم.
- معاناة المريض من الإصابة بالتهاب في الحلق.
- معاناة المريض من حدوث أي تغيرات في التبول.
- معاناة المريض من تيبس في الرقبة.
- معاناة المريض من الإسهال الشديد.
- معاناة المريض من القيء المستمر.
- معاناة المريض من زيادة الإفرازات المهبلية.
- معاناة المريض من الشعور بالألم الشديد.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه في حالة إذا كان المريض يعاني من قلة في العدلات فقد يوصي الطبيب المعالج بإجراء بعض الإجراءات من أجل تقليل تعرض المريض للإصابة بالعدوى، من أمثلة هذه الإجراءات المداومة على الحصول على التطعيمات، وغسل اليدين جيدًا بصورة منتظمة، وارتداء قناع للوجه، الإبتعاد عن الأماكن المزدحمة، تجنب مخالطة الأشخاص المصابين بنزلات البرد أو غيرها من الأمراض المعدية الأخرى.
تصنيف قلة العدلات
يوجد ثلاث مبادئ توجيهية يتم استخدامها في تصنيف قلة العدلات على أساس العدد المطلق للعدلات ويسمى (إيه إن سي) والتي يتم قياسها بمقياس الخلايا لكل ميكروليتر من الدم:
- قلة العدلات الخفيفة: حيث يتراوح ANC ما بين 1000 إلى 1500، يمثل هذا النوع الحد الأدنى من خطر الإصابة بالعدوى.
- قلة العدلات المتوسطة: حيث يتراوح ANC ما بين 500 إلى 1000، يمثل هذا النوع خطورة متوسطة للإصابة بالعدوى.
- قلة العدلات الشديدة: حيث يكون ANC أقل من 500، يمثل هذا النوع خطورة شديدة للإصابة بالعدوى.
أسباب الإصابة بقلة العدلات
قد يكون قلة العدلات إضطرابًا حادًا أو مزمنًا يتوقف ذلك على مدة المرض، يعتبر الشخص مصاب بقلة العدلات المزمن في حالة استمرار حالته لفترة أطول من 3 شهور، عادةً ما يتم استخدام هذا المصطلح بالتبادل مع مصطلح قلة عدد خلايا الدم البيضاء، وذلك بسبب أن العدلات تمثل أكثر كريات الدم البيضاء عددًا، وتعتبر العدلات نوعًا فرعيًا من قلة الكريات البيضاء، وهناك عدد من الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة الشخص بقلة العدلات، والتي تتمثل في الأتي:
1- الإصابة بمرض السرطان وعلاجه
حيث يعتبر العلاج الكيميائي لمرض السرطان من أكثر الأسباب شيوعًا المؤدية إلى إصابة الشخص بقلة العدلات، حيث أنه على الرغم من العلاج الكيميائي قد يساعد على قتل الخلايا السرطانية، إلا أنه يؤدي إلى تدمير خلايا العدلات والخلايا الطبيعية الأخرى.
2- تناول بعض الأدوية
هناك بعض الأدوية التي قد تسبب إصابة الشخص بقلة العدلات، تتمثل أهم أنواع هذه الأدوية في الآتي:
- الأدوية التي يتم استخدامها في علاج فرط نشاط الغدة الدرقية مثل: أدوية ميثيمازول، بروبيل، ثيوراسيل.
- بعض أنواع أدوية المضادات الحيوية مثل: فانكومايسين (فانكوسين)، أو الأوكساسيللين، أو البنسيلين.
- بعض أنواع العقاقير المضادة للفيروسات مثل: فال غانسيكلوفير (فالسيت)، أو غانسيكلوفير (كيتوفين)
- بعض أنواع الأدوية المضادة للالتهابات التي يتم استخدامها في علاج بعض الحالات المرضية مثل: حالات التهاب المفاصل الروماتويدي، أو حالات التهاب القولون التقرحي.
- بعض أنواع الأدوية المضادة للذهان مثل: كلوزابين (فاز اكلو، كلوزاريل، وغير ذلك)، أو كلوربرومازين.
- بعض أنواع الأدوية التي يتم استخدامها في علاج اضطرابات نظم القلب مثل: أدوية كينيدين، أو أدوية بروكاييناميد
3- الإصابة بالالتهابات
يمكن أن تسبب إصابة الشخص ببعض أنواع من الإلتهابات إلى إصابته بقلة العدلات، من أمثلة هذه الإلتهابات الأتي:
- الإصابة بالجدري المائي الذي يسببه فيروس إيبشتاين-بار.
- الإصابة بفيروس التهاب الكبد A، B، C
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
- الإصابة بالحصبة.
- الإصابة بعدوى السالمونيلا.
- الإصابة بالإنتان، وهو عبارة عن عدوى شديدة تحدث في مجرى الدم.
- الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية.
- الإصابة بالأورام الحبيبية التي تصاحب إصابة الشخص بالتهاب الأوعية.
- الإصابة بمرض الذئبة الحمراء.
- الإصابة باضطرابات نخاع العظم.
- الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي.
- الإصابة بفقر الدم اللا تنسجي.
- الإصابة بخلل التنسج النقوي، أو التليف النقوي.
4- أسباب إضافية أخرى
هناك بعض الأسباب الإضافية الأخرى التي قد تكون سببًا في إصابة الشخص بقلة العدلات، من هذه الأسباب الآتي:
- الحالات التي توجد أثناء الولادة مثل: متلازمة كوستمان (وهي عبارة عن اضطراب يؤدي إلى حدوث نقص في إنتاج العدلات)
- بعض الأسباب الغير المعلومة والتي يطلق عليها “قلة العدلات المزمنة مجهولة السبب”.
- المعاناة من نقص الفيتامينات.
- الحالات الغير طبيعية في الطحال.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه هناك بعض الحالات التي قد تحدث فيها قلة العدلات عند بعض الأشخاص دون أن تزيد من زيادة خطر إصابتهم بالعدوى، وتسمى تلك الحالة قلة العدلات الحميدة.
تشخيص الإصابة بقلة العدلات
– يمكن أن يقوم الطبيب باكتشاف قلة عدد العدلات من خلال إجراء صورة دم كاملة، وقد يطلب الطبيب المعالج إجراء بعض التحليلات المخبرية الأخرى من أجل الوصول إلى التشخيص السليم، وفي حالة إذا كان التشخيص غير مؤكد، أو في حالة إذا كانت الأسباب التي قد تم الإشتباه فيها خطيرة فإن الطبيب سوف يقوم بطلب فحص نقي العظم.
– يمكن أن يطلب الطبيب المعالج إجراء بعض التحليلات المخبرية الأخرى، ومن أمثلة هذه التحليلات الأتي:
- تحليل عدد العدلات المسلسل؛ وذلك من أجل الكشف عن الإصابة بقلة العدلات الدوري التي يشتبه بها.
- اختبارات الأجسام المضادة للعضلات.
- تحاليل الأجسام المضادة الذاتية.
- التحاليل المخبرية الاستقرائية من أجل الكشف عن مرض الذئبة الحمراء.
- تحاليل حمض الفوليك، وفيتامين B12.
- اختبار هامز (تحليل حمض المصل).
علاج قله العدلات
ليس هناك علاج مثالي فعال لمعالجة الإصابة بقلة العدلات لكن يمكن أن يكون هرمون عامل تحفيز مستعمرات كريات الدم البيضاء فعالاً لدى المرضى الذين يعالجون عن طريق العلاج الكيميائي، و كذلك لدى الأشخاص الذين يعانون من قلة العدلات، مثل الإصابة بقلة العدلات الخلقي الشديد، والإصابة بمتلازمة كوستمانز الخاصة بالصبغة الجسدية المتنحية، والإصابة قلة العدلات الدوري، والإصابة بمرض Myelokathexis.