الصعر التشنجي أو ما يعرف بخلل التوتر العنقي هو عبارة عن حالة اضطراب عصبي حركي مزمن يسبب ألماً شديدً، يسبب هذا الإضطراب تحول العنق بصورة لا إرادية إلى اليمين، أو إلى اليسار، أو إلى أعلى، أو إلى أسفل حيث يقل التناغم بين الانبساط والانقباض في العضلات في وقت واحد أثناء الحركة، غالباً ما تكون أسباب إصابة الشخص بهذا الإضطراب غير معروفة، وقليل من المرضى يعانون من هذا المرض نتيجة إصابتهم بمرض أو اضطراب آخر، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم أعراض الصعر التشنجي وطرق علاجه.
أعراض الصعر التشنجي وطرق علاجه
يمكن أن يسبب انقباض عضلات العنق الغير إرادي حدوث إنحراف الرأس بوضعيات مختلفة وذلك على النحو التالي:
- انحناء الذقن في ناحية الكتف، وهو يعتبر أكثر الوضعيات انتشاراً.
- انحناء الأذن في ناحية الكتف.
- انحناء الذقن إلى أعلى.
- انحناء الذقن في اتجاه الصدر.
– كما يمكن أن تظهر أعراض الصعر التشنجي في صورة تشنجات سوية، وفي هذه الحالة تظهر على المريض حركات لا إرادية “نفضات”.
– قد يعاني الكثير من الأشخاص من آلام في منطقة العنق، والرأس، والكتف، مما يجعل هذا الوجع مرهقاً وشديداً ويضر بدوره بالنشاط اليومي للشخص بشكل كبير.
أسباب الإصابة بـ الصعر التشنجي
غالباً ما يكون السبب في حدوث إصابة الشخص بالصعر التشنجي غير معروف وهناك بعض الأشخاص من المصابين بالصعر التشنجي لهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا الإضطراب، لذا قد يرجع السبب للإصابة بهذا المرض في بعض الحالات إلى العامل الوراثي، وأحياناً ما يرتبط الصعر التشنجي في عنق الرحم بإصابات الرقبة والرأس والكتف، تتمثل عوامل الخطر للإصابة الصعر التشنجي في الآتي:
- العمر بالرغم من أن هذا المرض يمكن أن يصاب به الأشخاص في أي مرحلة عمرية إلا أنه غالباً ما تبدأ الإصابة به بعد تجاوز الشخص عمر الثلاثون عاماً.
- الجنس حيث تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بـ الصعر التشنجي من الرجال.
- التاريخ العائلي حيث أنه في حالة إذا كان أحد أفراد العائلة من المقربين يعاني من الإصابة الصعر التشنجي فسوف تزداد فرصة إصابة الشخص بهذا المرض.
تشخيص الإصابة بـ الصعر التشنجي
في كثير من الأحيان قد يكون الفحص البدني كافياً لكي يتأكد الطبيب المعالج من تشخيص إصابة الشخص الصعر التشنجي، ولكن قد ينصح الطبيب المختص بإجراء بعض الإختبارات والفحوصات لنفي إصابة الشخص بأمراض أخرى قد تكون سبباً في تشنج الرقبة، من أهم هذه الفحوصات الأتي:
- إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي أو إجراء فحوصات للدم والبول، أو إجراء التصوير المقطعي المحوسب من أجل استبعاد وجود أورام أو أي من الآفات الأخرى في المنطقة المصابة.
- إجراء تخطيط كهربائية العضل وذلك لنفي وجود إصابة في العضلة.
علاج الصعر التشنجي
ليس هناك علاجاً شافياً لمرض الصعر التشنجي فيما عدا بعض الحالات النادرة من الشفاء الذاتي بصورة تامة، هدف العلاج الأساسي هو تخفيف أعراض المرض، يتمثل العلاج في الآتي:
1- العلاج الدوائي
- البوتكس أو سم البوتيلينيوم هو من العلاجات المعروفة في مجال القضاء على تجاعيد الوجه، يتم حقنه بشكل مباشر إلى عضلات الرقبة، يعمل على شل العضلة بصورة فورية ويسبب الراحة السريعة بعدها، يجب على الشخص المصاب القيام بتكرار العلاج كل 3 أو 4 شهور بعد زوال تأثيره الجيد.
- أدوية داء باركنسون يتم إستخدام هذه الأدوية في علاج الرجة المصاحبة للمرض، كما تساعد أيضاً في علاج الأشخاص المصابين بتشنج الرقبة، هذه الأدوية لها بعض الآثار الجانبية مثل: جفاف الفم، خلل في الذاكرة، الإمساك، تشوش الرؤية، وصعوبة في التبول.
- مرخيات العضلات تعتبر ذات فائدة قليلة نسبياً عند مقارنتها باحتمال التعرض بآثارها الجانبية الصعبة مثل: خلل التوازن، والنعاس، وخلل الإدراك، لذا لا يتم استخدام هذه الأدوية بصورة واسعة، من أمثلة هذه الفئة كلونوبين، وأتيفان.
- أدوية مسكنات الألم تتمثل في الأدوية التي يتم بيعها بدون وصف من الطبيب، والأدوية التي يتم بيعها بوصفة طبية تستخدم أيضاً لهذا الغرض.
2- علاج غير دوائي
هناك بعض العلاجات الغير دوائية التي يمكن أن يتم إستخدامها في التخفيف من أعراض إصابة الشخص الصعر التشنجي تتمثل في الأتي:
- التمارين البدنية التي تساعد على تقوية ومرونة عضلات الرقبة.
- الاستخدام الحكيم الحزام الداعم لمنطقة الرقبة.
- تعلم تقنيات وطرق الإرخاء المختلفة.
- عمل كمادات مياه دافئة على منطقة الرقبة.
3- الإجراءات الجراحية وغيرها من الإجراءات
- العلاج الجراحي يتمثل في قطع العصب أو العضلة المصابة الذي يؤدي إلى الإصابة بتشنج الرقبة، يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي في حالة عدم إستجابة المريض للعلاج بالبوتكس، وعدم نجاح طرق العلاج الأخرى في تخفيف الألم، ونادراً ما يتم وصول المريض لدرجة الحاجة اللجوء للعلاج الجراحي.
- التحفيز الكهربائي للدماغ يستعمل هذا العلاج أساساً في علاج الحالات المتقدمة من داء باركنسون والتي يفشل العلاج الدوائي في علاجها، في هذا العلاج يتم إدخال قطب كهربائي يقوم ببعث ومضات كهربائية متزنة للنواة المتحكمة في الحركة بالمخ، يكون هذا القطب الكهربائي موصول بنظام تحكم الذي يوجد في الصدر بواسطة خيط، ويتم التحكم فيه من خارج الجسم بواسطة جهاز تحكم يتم إستخدامه عن بعد.
- علاج مساعد إن الراحة وتخفيف التوتر، والتسخين الموضعي والتدليك، وطرق لمس مختلفة كلها عوامل تساعد العديد من المصابين على مواجهة المرض؛ وذلك لأن هذا المرض ليس له علاج يقضي عليه تماماً، كذلك يجب الإهتمام بعلاج الجوانب العاطفية والنفسية لدى المصاب وذلك من خلال دعم المصاب ومشاركة الأصدقاء والعائلة المقربين له.
علاج الصعر التشنجي لدى الأطفال
- أفضل وقت يمكن أن يتم فيه علاج الصعر التشنجي لدى الأطفال هو عندما يصل عمر الطفل الرضيع إلى 7 شهور حيث يكون في هذه الفترة فقرات الطفل رقيقة جداً وسهلة التأثير.
- يجب القضاء على المرض قبل بداية فترة تطور الكلام والبصر مع العلم أن هذا المرض لا يتم شفاؤه من تلقاء نفسه، فيجب على الأهل عدم تضييع الوقت حيث أنه كلما بدأ العلاج في وقت مبكر كلما كان ذلك أفضل بالنسبة للطفل، حيث أنه إذا فقدت عضلات رقبة الطفل مرونتها فسوف يكون الحل الوحيد للعلاج هو الجراحة.
- بعد تشخيص المرض مباشرةً سوف يصف الطبيب العديد من الإجراءات المختلفة والذي يتمثل في مسار العلاج الطبيعي، يكون عدد الجلسات الأمثل 20 جلسة، ويجب القيام بتكرير الدورة التدريبية بعد مرور فترة إذا استدعى الأمر إلى ذلك.
- يجب تدريب عضلات الطفل حيث يجب تغيير وضعية رأس الطفل عن طريق تقديم الألعاب له من جوانب مختلفة.
مضاعفات الإصابة بـ الصعر التشنجي
يمكن أن تسبب إصابة الشخص بـ الصعر التشنجي حدوث بعض المضاعفات،والتي تتمثل في الآتي:
- يمكن أن تنتشر الانقباضات الغير إرادية للعضلات المرتبطة الصعر التشنجي لتصل إلى أماكن قريبة في الجسم، من أكثر هذه الأماكن شيوعاً هي الفك والوجه والجذع والذراعين.
- يمكن أن يصاب الأشخاص المصابين بالصعر التشنجي بالنتوءات العظمية أيضاً؛ مما قد يؤدي إلى تقليل حجم الفراغ بالقناة الشوكية، و قد يسبب إحساس الشخص بالخدر والوخز والضعف في الذراعين أو اليدين أو القدمين.