حمى التيفوس عبارة عن حمى معدية تتسبب فيها جرثومة الريكتسية التي يتم انتقالها من الحشرات إلى الإنسان عن طريق لدغة الحشرة للإنسان، قد تنتقل العدوى من مكان اللدغة وتنتشر إلى باقي أنحاء الجسم عن طريق الدورة الدموية، غالباً ما يكون ذلك المرض خفيفاً ولكنه قد يتسبب في حدوث مضاعفات لدى بعض الأشخاص والتي قد تصل إلى حد الوفاة؛ لذا يجب الإسراع في العلاج فوراً بمجرد إكتشاف الإصابة بالمرض، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم أسباب حمى التيفوس وعلاجها.
أسباب حمى التيفوس وعلاجها
تنتج هذه العدوى بسبب جرثومة الريكتسية والتي تنتقل عند قيام الشخص بملابسة قرادة مصابة في إحدى الحالات الأتية:
- اللسعة
حيث تلتصق القرادة بجلد الشخص وتتغذى على دمه و يمكنه الالتصاق بأي عضو من أعضاء الجسم، لكنها أكثر إنتشاراً في شعر الرأس، ومنطقة العانة، والكاحل، يتكون في موضع الالتصاق نتوء بارز يثير الحكة ويحاط بحلقة حمراء مميزة وفريدة، وكلما زادت مدة إلتصاق القرادة لفترة طويلة تزداد فرصة انتقال الجرثومة من القرادة إلى الإنسان.
- الجلد المتشقق
تعيش جرثومة الريكتسية في سوائل بجسم القرادة ويمكن أن تدخل هذه الجرثومة إلى جسم الإنسان في حالة إذا كان جلده مشقق أو غير مكتمل بسبب إصابة أو خدش ما، يمكن أن تحدث العدوى أيضاً بسبب إزالة قرادة من جسم إنسان أخر، أو من جسم حيوان أو في حالة سحق القرادة، كما يمكن أن تحدث عند لمس العينين بعد لمس قرادة مصابة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن العدوى تكون أكثر إنتشاراً في فصل الصيف؛ وذلك بسبب أن القراد يكون أكثر نشاطاً وفعالية، والأشخاص يقضون مدة أطول بمناطق مفتوحة، يكثر شيوع هذا المرض في المناطق الشرقية بالولايات المتحدة الأمريكية.
أعراض حمى التيفوس
في المراحل الأولى من الإصابة بالمرض فإن أعراض الإصابة بحمى التيفوس تتشابه مع علامات وأعراض كثيرة أخرى مثل الأتي:
- الإصابة بالحمى حيث ترتفع درجة حرارة الشخص المصاب بالمرض إلى ما يزيد عن 39 درجة مئوية.
- معاناة المصاب من آلام الصداع الحاد.
- الشعور بالقشعريرة.
- الحساسية تجاه الضوء.
- الشعور بالغثيان والقيء.
- المعاناة من آلام البطن.
- فقدان الشهية.
- الهزال والضعف العام.
في مراحل الإصابة بالمرض المتقدمة فإنه تظهر علامات وأعراض مميزة حمى التيفوس، تظهر هذه الأعراض في الأسبوع الأول بعد لدغ الحشرة وحتى أسبوعين منها، تتمثل هذه الأعراض في الآتي:
- ظهور الطفح الجلدي في كلاً من الكاحلين والرسغين على صورة بقع حمراء اللون.
- الشعور بآلام موزعة على كافة أجزاء الجسم وليست موضعية بمكان واحد.
- الإصابة بالإسهال.
- فقدان السكينة والراحة.
- الهذيان.
– تجدر الإشارة هنا إلى أن أهم ما يميز الطفح في حمى التيفوس هو حقيقة بدئه من الكاحل ومعصم كفة اليد، ثم ينتشر باتجاه القدمين واليدين ليصل إلى مركز الجسم، البطن والظهر، كما يوجد أمراض نادرة أخرى قد تسبب الطفح على كف اليد والقدمين، لذا فإن هذا الطفح يعتبر ضوء أحمر يستدعي التدقيق العميق لاستيضاح السبب.
– كما أنه هناك بعض الحالات التي قد تظهر فيها حمى التيفوس دون ظهور الطفح، أو قد يكون الطفح غير واضح بالنسبة للأشخاص أصحاب البشرة الداكنة اللون وهذا ليس دليلاً على أن الحالة المرضية خفيفة.
تشخيص حمى التيفوس
– يمكن تشخيص إصابة الشخص بحمى التيفوس عن طريق الشكل المميز للطفح الظاهر على الجلد، مع قيام الشخص بالسفر في رحلة أو نزهة إلى غابة في الآونة الأخيرة.
– التشخيص النهائي يتم عن طريق القيام بعزل الجرثومة عن الدم، والقيام بأخذ عينة من الطفح أو من القرادة نفسها عندما تكون مازالت ملتصقة بالجسم.
علاج حمى التيفوس
هناك أشكال مختلفة لعلاج الإصابة بحمى التيفوس باستخدام المضادات الحيوية، تختلف طريقة العلاج والكم المناسب على حسب حالة المريض، تتمثل الطرق المختلفة للعلاج في الأتي:
1- الدوكسيسيكلين
هو المضاد الحيوي المناسب لعلاج حمى التيفوس بشكل عام، يستمر العلاج به لمدة 7 أيام على الأقل بالنسبة للحالات الشديدة، حسب ما أثبتته الأبحاث السريرية على المصابين بالمرض في الولايات المتحدة الأمريكية واليونان، فإن الحمى الشديدة لا تدوم مع هذا العلاج لأكثر من 3 أيام، كما ينصح الأطباء بضرورة تناول السوائل والمحاليل عبر الوريد من أجل تعويض المفقود من السوائل وغيره، ولمساعدة الشخص المصاب على مقاومة المرض.
2- الكلورامفينيكول
هو الخيار الأفضل من المضادات الحيوية الذي يستخدم في علاج مرض التيفوس عند السيدات الحوامل خصوصاً في مراحل الحمل الأولى، كذلك السيدات المرضعات خلال فترة الرضاعة الطبيعية؛ وذلك من أجل ضمان سلامة الجنين حيث أن هذا النوع يعتبر أكثر أماناً على صحة الجنين من النوع السابق وإن طالت معه فترة العلاج قليلاً.
3- السيبروفلوكساسين
يعد من البدائل الفعالة التي تناسب علاج حمى التيفوس الوبائي حيث أن الدراسات المختبرية في إسبانيا والسويد أثبتت أن الكينولونات كالسيبروفلوكساسين والفلوكساسين فعالة أيضاً لعلاج ذلك المرض، لكنها بطيئة في نتيجتها في القضاء على المرض.
مضاعفات الإصابة بحمى التيفوس
إن العلاج المبكر لحمى التيفوس من شأنه أن يحقق الشفاء من المرض دون حدوث أية مضاعفات ولكن في حالة إذا لم يتم علاج حمى التيفوس في مرحلة مبكرة فهناك إحتمال أن تتفشى الجرثومة من الدم إلى القلب، والمفاصل، والكليتين، والرئتين، والجهاز العصبي مما يسبب حدوث المضاعفات التالية:
- الإصابة بالفشل الكلوي، أو فشل القلب والرئتين.
- الإصابة بإلتهاب السحايا.
- ضرر دماغي.
- غرغرينا في الأطراف مما قد يؤدي إلى بتر الطرف بأكمله.
- انخفاض تدفق الدم.
تجدر الإشارة هنا إلى أن هناك نسبة ضئيلة جداً من الحالات عندما يتم البدء في العلاج متأخراً أو في حالة إهمال العلاج مطلقاً قد يتعرض المصاب للوفاة نتيجة لمضاعفات المرض وتفاقمه.
الوقاية من الإصابة بحمى التيفوس
من أهم الاقتراحات الواجب إتباعها للوقاية من الإصابة بحمى التيفوس هي الآتي:
– الحفاظ على النظافة الشخصية بشكل مستمر؛ وذلك عن طريق تنظيف الجسم والملابس والشعر والمسكن وغيره، بما يضمن للشخص الوقاية من الإصابة بالبراغيث والقمل التي تنقل المرض.
– الإبتعاد عن الأماكن المزدحمة حيث تصبح الفرصة مهيأة لتفشي الأمراض المختلفة وأهمها مرض التيفوس حيث تتنقل الحشرات مثل: القمل والبراغيث بين الناس ناقلة المرض للآخرين، في حالة إذا استوجب الأمر التواجد في أماكن مزدحمة يجب الحرص على تعليمات الأمان المناسبة مثل: تناول المضادات الحيوية، وارتداء الملابس الصحية، والتخلص من الملابس عند العودة إلى المنزل في أقرب وقت.
– تفادي الإختلاط بالحيوانات الأليفة أو القوارض التي تنقل المرض وفي حالة إذا استوجب الأمر تربيتها يجب الحفاظ على تنظيفها وتحصينها بشكل مستمر؛ وذلك لضمان أن تكون خالية من الحشرات الناقلة للمرض، كما يجب ارتداء القفازات أثناء التعامل مع الحيوانات المريضة أو الميتة.
– الإبتعاد عن السفر إلى الأماكن الموبوءة ذات المخاطر العالية وإذا استوجب الأمر ذلك يجب إرتداء الملابس الواقية، وأخذ المضادات الحيوية الوقائية.
– إستخدام المواد الكيميائية في القضاء على حشرات الفراش مثل: القراد والقمل والبق والعث والبراغيث الناقلة للمرض.