فرط شحميات الدم أو ما يسمى بفرط بروتينات الدم الشحمية عبارة عن نوع من أنواع اضطرابات الدهون في الدم التي تؤدي إلى إرتفاع معدلات أي أو كل الدهون بصورة غير طبيعية أو البروتين الدهني الموجود في الدم، يعني ذلك إرتفاع معدلات الكوليسترول وثلاثيات الغليسريد والبروتينات الشحمية عن القيمة الطبيعية والسليمة لها، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم ما هو فرط شحميات الدم.
ما هو فرط شحميات الدم
– في أغلب الأحوال تكون اضطرابات فرط شحميات الدم عديمة الأعراض ولا ينتج عنها ظواهر سريرية ملموسة، إنما في الحالات الملموسة يحدث ترسب الدهون في الأنسجة السطحية للجسم والمعروف بإسم الورم الأصفر وهي عبارة عن ظهور غدد صفراء على سطح الجلد يتراوح قطرها ما بين 2 إلى 5 ملم، وتظهر أساساً حول منطقة الجفون.
– في بعض الحالات الخطرة سوف نرى ترسب الدهون بالقرب من الأوتار (ورم في الأوتار أصفر اللون)، وتكون تلك الترسبات أكثر عمقاً وتظهر على شكل نتوءات تحت الجلد على مسطحات الركبة والكوع والمؤخرة، وفي الغالب يزيد قطر تلك النتوءات عن 5 ملم.
– في حالة زيادة قيمة ثلاثيات الغليسريد عن 200 ملم/ ديسيلتر سوف نشاهد ظاهرة ترسب مكثفة للدهون في الأوعية الدموية بشبكية العين وتسمى هذه الحالة فرط شحميات الدم بالشبكية.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بفرط شحميات الدم
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الشخص بفرط شحميات الدم، تتمثل أهم هذه الأسباب في الآتي:
- العوامل الوراثية
نادراً ما تعد الإضطرابات الوراثية التي تحدث في أيض الدهنيات من أسباب إصابة الشخص بفرط شحميات الدم، عادةً ما يشتبه بوجود خلفية وراثية عند الإصابة بالمرض في جيل الشباب ما بين 20 و30 عاماً.
- الجنس
تزداد الإصابة بفرط شحميات الدم قبل سن الخمسين عاماً بين الرجال، ولكن بعد سن الخمسين عام تصبح اضطرابات فرط الدهون أكثر شيوعاً بين النساء.
- الأصل والعرق
تعد الإصابة بفرط شحميات الدم أكثر شيوعاً بين أوساط الأشخاص من الأصل الأسباني ومن ذوي البشرة البيضاء، بينما تكون أقل شيوعاً بين أوساط الأشخاص من ذوي العرق الأسود.
- تناول بعض الأدوية
يؤدي استخدام بعض أنواع من الأدوية إلى إصابة الشخص بفرط شحميات الدم، من أمثلة هذه الأدوية أدوية محصرات بيتا، ومدرات البول، وأدوية ستيرويدات.
- الإصابة ببعض الأمراض
قد تحدث الإصابة بفرط شحميات الدم بسبب إصابة الشخص ببعض الأمراض مثل الأتي: قصور نشاط الغدة الدرقية، المتلازمة الكلائية، أمراض الكبد، أمراض الكلى المزمنة، داء السكري، فقدان الشهية العصبي، متلازمة كوشينغ، إرتفاع ضغط الدم.
– يوجد أسباب أخرى قد تؤدي إلى إصابة الشخص بفرط شحميات الدم منها ما يلي:
- الحمل.
- التدخين.
- السمنة وعدم القيام بممارسة التمارين الرياضية.
- الإفراط في تناول الكحول.
تشخيص الإصابة بـفرط شحميات الدم
حتى يتمكن الطبيب المعالج من تشخيص إصابة المريض بفرط شحميات الدم يجب أن يقوم بإجراء فحوصات مسح لإضطراب الشحميات للأشخاص المصابين بأحد الاضطرابات الآتية:
- أمراض الشرايين التاجية.
- أمراض الأوعية الدموية الدماغية.
- أمراض الأوعية الدموية المحيطية.
- قصور كلوي مزمن.
- قصور القلب.
يتم إجراء هذه الفحوصات أثناء الصوم وتتمثل في إجراء فحص دم بسيط يتم عن طريقه فحص لقيم البروتينات عالية الكثافة، والبروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة، أو الكوليسترول وثلاثيات الغليسريد.
علاج فرط شحميات الدم
– يمكن علاج فرط شحميات الدم عن طريق تناول الأدوية التي تعمل بآليات علاجية متكاملة، فنجد أن بعض هذه الأدوية يعمل على تقليل إنتاج البروتينات الشحمية الحاملة ثلاثيات الغليسريد والكوليسترول، بينما البعض الأخر يعمل على زيادة تحطيم تلك البروتينات الشحمية.
– نجد أنواع أخرى تعمل على تقليل إمتصاص الكوليسترول أو تزيد إخراجه من الجسم بشكل مباشر، وقد يتم إستخدام هذه الأدوية بصورة مفردة أو بالمشاركة بأنواع أخرى، يجب تناول هذه الأدوية مع نظام غذائي صحي مفتقر إلى الدهون المشبعة، تتمثل هذه الأدوية في الأتي:
1- الستاتينات
– تعمل على خفض معدل الكوليسترول المنخفض الكثافة (الكوليسترول السيء)، وبالتالي تقلل خطر إصابة الشخص بآفة قلبية أو الوفاة بمرض القلب الإحتقاني؛ وذلك عن طريق تثبيطها للخطوات الأولية لتصنيع الكوليسترول مما يجعلها أول وأنجح خطوة للعلاج لمرضى الكوليسترول المنخفض الكثافة.
– يعتبر بيتافاستاتين، روسوفاستاتين، أتورفاستاتين من أقوى الستاتينات التي تساعد على خفض الكوليسترول المنخفض الكثافة، يليها سيمفاستاتين، و برافاستاتين، ثم يليها لوفاستاتين، فلوفاستاتين.
– تتمثل الفوائد العلاجية للستاتينات في الآتي: تساعد على إستقرار الترسبات الوعائية، وتثبيط تكوين الصفائح الدموية، وتحسين أداء بطانة الأوعية الدموية، تتمتع بخاصية مضادة للإلتهابات.
– تقوم برفع معدل الكوليسترول المرتفع الكثافة في الدم لدى بعض المرضى؛ مما يزيد من قدرتها على تقليل احتمال الإصابة بأمراض القلب الاحتقانى، وتقلل من معدل ثلاثيات الغليسريد بالدم.
– تتمثل الآثار الجانبية في الإصابة بالإمساك، و الاعتلال العضلي، و انحلال الربيدات، وإرتفاع معدل كيناز الكرياتين، وإرتفاع ناقل أمين الألانين، ويحذر إستخدامه من قبل الحوامل، والمرضعات، والأطفال، والمراهقين.
2- حمض النيكوتينيك (النياسين)
– يقلل هذا الحمض من تصنيع الكبد البروتينات الشحمية؛ مما يقلل من تصنيع الكوليسترول المنخفض الكثافة.
– يزيد من معدل الكوليسترول المرتفع الكثافة، كما يقلل من معدل ثلاثيات الغليسريد بالدم.
– بالنسبة للأعراض الجانبية تشمل الإحمرار الجلدي والحكة، وآلام البطن والغثيان، وارتفاع معدل السكر وحمض اليوريك في الدم، وينصح بتناول هذا الدواء مع الطعام.
3- الفايبريت
– فينوفايبريت، وكلوفايبريت، وجيميفيبروزيل هي مشتقات من حمض الفوليك الذي يساعد على تقليل معدل ثلاثيات الغليسيريد في الدم، ويزيد من معدل الكوليسترول المرتفع الكثافة.
– تتمثل أعراضه الجانبية في الإضطرابات الهضمية، تكون حصى المرارة، التهابات العضلات اللاإرادية، والإعتلال العضلي، وإنحلال الربيدات.
4- الراتنجات الرابطة الحموض الصفراوية
– هذه المجموعة تمتلك القدرة على خفض معدل الكوليسترول المنخفض الكثافة، ولكن بشكل أقل من مجموعة الستاتينات، حيث ترتبط الراتنجات بالأحماض الصفراوية الموجودة في تجويف الأمعاء، وتعمل على إعاقة الدوران الكبدي المعوي لتلك الأحماض؛ مما يقلل من تراكم الحامض المراري.
– تساعد الكبد على تصنيع الأحماض الصفراوية من الكوليسترول، وعند نفاذ الكوليسترول المتجمع في الكبد يزيد التصنيع الحيوي للكوليسترول، وتزيد أعداد مستقبلات الكوليسترول المنخفض الكثافة على سطح أغشية خلايا الكبد؛ مما يزيد من معدل تحطيم الكوليسترول ويقلل مستوى الكوليسترول المنخفض الكثافة.
– تتمثل الأعراض الجانبية في الإضرابات الهضمية مثل: الغثيان والإمساك وانتفاخ البطن.
5- الإيزيتيميب
– يعمل على إعاقة عملية امتصاص الكوليسترول من الأمعاء ويساعد على تقليل مستوى الكوليسترول المنخفض الكثافة بنسبة 17%، ويقلل ثلاثيات الغليسريد بمعدل 6%، ويرفع معدل الكوليسترول المرتفع الكثافة بنسبة 13%.
– تتمثل الأعراض الجانبية في الإضطرابات الهضمية بنسبة 4% فقط، ولا ينصح باستخدامه لمرضى القصور الكبدي الشديد والمتوسط.
مضاعفات الإصابة بفرط شحميات الدم
- يمكن أن تؤدي إصابة الشخص بفرط شحميات الدم إلى زيادة فرصة إصابته بأمراض القلب التصلبية.
- من المعروف أن ما يعادل من ربع حتى ثلث عدد سكان العالم الغربي يعانون من متلازمة الأيض المرتبطة بالإصابة باضطراب الشحميات، تتمثل أعراض متلازمة الأيض في الآتي: محيط خصر كبير، قيم منخفضة من HDL، قيم جلوكوز مرتفعة، إرتفاع معدل ثلاثيات الغليسيريد في الدم، إرتفاع ضغط الدم.