داء المقوسات أو ما يعرف بداء القطط هو عبارة عن الإصابة بعدوى طفيلية تحدث بسبب إصابة الشخص بنوع من الطفيليات المعروفة بإسم “توكسوبلازما”، يعيش ذلك النوع من الطفيليات في أمعاء القطط ويخرج مع براز القطط مسبباً تلوث التربة، والخضروات، والفواكه، والمياه، وينتقل بالتالي إلى الإنسان مسبباً الإصابة بداء القطط، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم أعراض مرض داء المقوسات وعلاجه.
أعراض مرض داء المقوسات وعلاجه
تختلف أعراض الإصابة بمرض المقوسات باختلاف مناعة الجسم حيث تختلف أعراض المرض لدى الأشخاص ذوي المناعة القوية عن أعراض المرض لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة وذلك على النحو التالي:
1- أعراض الإصابة بالمرض في حالة المناعة القوية
غالباً لا يتم ظهور أعراض للإصابة بالمرض في حالة إذا كانت مناعة الجسم قوية، أو قد يشعر المريض بأعراض تتشابه مع أعراض الإنفلونزا إلى حد كبير من أهمها ما يلي:
- الشعور بإرهاق وإعياء عام.
- إرتفاع درجة حرارة جسم المريض.
- حدوث تضخم بالغدد الليمفاوية.
2- أعراض الإصابة بالمرض في حالة المناعة الضعيفة
- الإصابة بالتشنجات.
- المعاناة من الصداع.
- المعاناة من مشاكل في الرئتين تشبه الإلتهاب الرئوي، أو الدرن.
- المعاناة من مشاكل شبكية العين والتي قد تؤدي في الحالات الشديدة إلى الإصابة بالعمى.
3- أعراض الإصابة بالمرض في حالة الحمل
عند إصابة الأم بمرض داء المقوسات خلال فترة الحمل فإن العدوى تنتقل إلى الجنين ويكثر حدوث ذلك في الثلث الأخير من فترة الحمل، تزداد الخطورة في الثلث الأول من فترة الحمل، غالبية الحالات المصابة تنتهي بالإجهاض وعدم اكتمال الحمل، ونادراً ما يستمر الحمل في بعض الحالات ويصاب الجنين به وهو في رحم الأم؛ مما يؤدي إلى حدوث بعض المشكلات التي تظهر بعد الولادة أهمها الآتي:
- المعاناة من تضخم الطحال والكبد.
- الإصابة بالتشنجات.
- اصفرار في لون الجلد.
- إصابة شبكية العين مما يؤدي إلى حدوث الإلتهابات.
- في غالبية الحالات تظهر هذه الأعراض بعد عمر البلوغ في صورة إعاقة ذهنية، أو فقدان السمع، أو إعتلال شبكية العين، والإصابة بـالعمى.
أسباب مرض داء المقوسات
إن الطفيل الذي يسبب داء المقوسات يعيش أساساً في أمعاء القطط ويمكن أن يقوم هذا الطفيل بالتكاثر بداخله فقط؛ مما يؤدي إلى إنتقال هذا الطفيل في براز القطط، في حالة تعامل الإنسان مع القطط الحاملة لهذا الطفيل فإنه يكون أكثر تعرضاً للإصابة بالمرض، من أهم العوامل التي تنقل الإصابة إلى الإنسان هي ما يلي:
- ملامسة الشخص لبيت القطط، أو لوعاء الطعام، أو لوعاء التبرز الخاص بها الذي قد يكون حاملاً للطفيل خصوصاً في القطط المصابة، أو التي تأكل اللحوم النيئة، تناول المياه التي قد تلوثت ببراز القطط.
- تناول الخضروات والفاكهة التي لم يتم غسلها جيداً والتي قد تكون تلوثت من التربة المحتوية على الطفيل.
- إستخدام الأواني والسكاكين وألواح التقطيع الملوثة دون أن يتم غسلها بصورة جيدة بالماء والصابون.
- نادراً ما ينتقل المرض عن طريق الدم أو عن طريق زراعة الأعضاء، وخصوصاً إذا كان العضو محتوي على الطفيل المسبب للمرض.
- يمكن أن ينتقل المرض من أم حاملة للمرض إلى الجنين خلال فترة الحمل؛ وذلك في حالة إذا أصيبت الأم في فترة الحمل أو قبل حدوث الحمل مباشرةً.
- تزداد فرصة الإصابة بالمرض لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة مثل: مرضى زراعة الأعضاء، مرضى العلاج الكيماوي، والسيدات الحوامل.
تشخيص مرض داء المقوسات
ليس هناك فحوصات روتينية تشخيص ذلك المرض وذلك بسبب عدم وجود أعراض ذات خطورة المرض إلا في بعض الحالات القليلة، ولكن في حالة الاشتباه في وجود المرض فإن الطبيب يقوم بإجراء بعض الإختبارات من أجل تأكيد المرض أو نفيه، من هذه الإختبارات الأتي:
1- إختبارات لتحديد وجود الجسم المضاد في الدم
– بعد إصابة الشخص بمرض المقوسات مباشرةً فإن جسمه يقوم بتكوين أجسام مضادة من نوع (igm) ضد الطفيل ويستمر لمدة شهر من حدوث العدوى مباشرةً، بعدها يظهر نوع ثاني من الأجسام المضادة وهو (igg) ويستمر مدى الحياة، دليل على الإصابة بالعدوى، ووجود المناعة المضادة لها.
– هذا الاختبار يعتمد على تحديد تلك الأجسام المضادة بالدم؛ مما يؤدي إلى معرفة ما إذا كان يوجد عدوى قديمة أو نشطة، أو لا يوجد عدوى أساساً بناءً على نوع هذه الأجسام المضادة.
2- إختبار جزئي لتحديد الحمض النووي للطفل في سوائل الجسم
– هذا الاختبار يعتمد على تحديد الحمض النووي للطفل في سوائل الجسم مثل السائل حول المخ، والدم، والسائل الأمنيوسي الموجود حول الجنين؛ مما يؤدي إلى معرفة حالة العدوى هل هي نشطة أم لا.
3- فحوصات للمرأة الحامل وللجنين
حين الإشتباه بإصابة الجنين في حالة السيدات الحوامل، فيقوم الطبيب بإجراء الفحوصات الآتية تأكيد من إصابة الجنين من عدمه:
– فحص عينة من السائل الأمنيوسييتم فحص هذا السائل الموجود حول الجنين لتحديد الحمض النووي للطفيل، أو لتحديد وجود أجسام مضادة، يتم هذا الفحص بعد مرور خمسة عشر على الحمل.
– سونار أو أشعة تليفزيونية وذلك لتحديد بعض الأعراض المرضية في الجنين مثل: تضخم الرأس بسبب تراكم السائل حول المخ، و في حالة الإصابات الشديدة وخصوصاً إصابة المخ والجهاز العصبي المركزي فيقوم الطبيب بإجراء أشعة رنين مغناطيسي على الدماغ، وفحص عينة من نسيج المخ من خلال الميكروسكوب.
علاج مرض داء المقوسات
يختلف العلاج بإختلاف مناعة الشخص وذلك على النحو التالي:
1- علاج الأشخاص ذو المناعة القوية
غالباً لا يحتاج الأشخاص الأصحاء إلى تناول علاج لهذا المرض ولكن في حالة المعاناة من ظهور بعض أعراض المرض لديك، فإن الطبيب يقوم بوصف الأدوية التالية:
– البيريميثامين عادةً ما يتم إستخدام هذا الدواء في علاج الملاريا وهو من مضادات حمض الفوليك حيث يمنع امتصاص الجسم لحمض الفوليك الذي يوجد في فيتامين b، لذا ينصح الطبيب بتناول حمض الفوليك مع هذا الدواء.
– السلفاديازين يتم إستخدام هذا النوع من المضادات الحيوية مع دواء البيريميثامين في علاج داء المقوسات.
2- علاج مرضى الإيدز أو المصابين بفيروس نقص المناعة (HIV)
– بالنسبة لمرضى الإيدز أو المصابين بفيرس نقص المناعة فإن العلاج يكون بإستخدام نفس الأدوية المذكورة، أو قد يستخدم كلينداميسين بدلاً من السالفاديازين؛ وذلك يكون على مدى الحياة أو إلى أن تظل نسبة الخلايا المناعية عالية لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 شهور.
3- علاج الحوامل
– عند حدوث العدوى قبل الأسبوع السادس عشر من الحمل فقد ينصح الطبيب بتناول مضادات سبيراميسين الحيوية حيث قد يساعد هذا الدواء على تقليل فرصة إصابة الطفل بمشاكل عصبية من مرض المقوسات الخلقي، يتم إستخدام هذا الدواء بشكل منتظم في أوروبا ولكنه حتى الآن مازال تحت الاختبار في الولايات المتحدة.
– في حالة الإصابة بالعدوى بعد الأسبوع السادس عشر من الحمل وأظهرت الاختبارات إصابة الجنين بالمرض ينصح الطبيب بتناول البيريميثامين و السلفاديازين إلى جانب حمض الفوليك.
4- علاج الأطفال
– في حالة إصابة الأطفال المواليد أثناء وجودهم برحم الأم فإن العلاج يكون نفس علاج البالغين وهو البيريميثامين و السلفاديازين إلى جانب حمض الفوليك، يتم متابعتهم من قبل طبيب الأطفال وخصوصاً خلال أول سنة من عمرهم.