يعتبر مرض بورغر من الأمراض النادرة التي تحدث للأوردة والشرايين الموجودة في الساقين أو الذراعين، حيث تنتفخ وتلتهب الأوعية الدموية وقد يصيبها إنسداد بسبب تكون الجلطات الدموية نتيجة الإصابة بهذا المرض، من المحتمل أن يسبب هذا المرض تدمير وتلف أنسجة الجلد، وقد يؤدي إلى الإصابة بالعدوى والغرغرينا، عادةً ما يبدأ ظهور مرض بورغر في القدمين أو اليدين ثم قد يتفاقم المرض ليصيب مناطق أوسع من الساقين والذراعين، يوضح موقع دردشتي في مقال اليوم أسباب مرض بورغر وعلاجه.
أسباب مرض بورغر وعلاجه
– يعد السبب الأساسي للإصابة بمرض بورغر غير معروف ولكن يلعب تدخين التبغ دوراً هاماً في إصابة الشخص بهذا المرض، حيث يعتقد أن المواد الكيميائية التي توجد في التبغ قد تسبب تهيج في بطانة الأوعية الدموية مما يسبب انتفاخها.
– هناك اعتقاد أيضاً لدى بعض الخبراء أن بعض الأفراد يكون عندهم استعداد وراثي للإصابة بمرض بورغر، كما يحتمل أن يكون السبب في الإصابة بهذا المرض هو مهاجمة جهاز المناعة للأنسجة السليمة في جسم الإنسان عن طريق الخطأ.
– تتمثل أهم عوامل خطر الإصابة بمرض بورغر في الآتي
- استخدام التبغ حيث أن تدخين السجائر يزيد بشكل كبير من خطر إصابة الشخص بمرض بورغر، لكن يحدث مرض بورغر عند الأشخاص الذين يقومون باستخدام التبغ في أي شكل من أشكاله، بما في ذلك التبغ المخصص للمضغ والسيجار، وتزداد فرصة إصابة الشخص بمرض بورغر لدى الأشخاص الذين يقومون بتدخين السجائر الملفوفة باليد باستخدام التبغ الخام، والذين يقومون بتدخين ما يزيد عن علبة ونصف من السجائر في اليوم الواحد، وتزداد معدلات الإصابة بمرض بورغر في مناطق الشرق الأوسط، والبحر الأبيض المتوسط، وآسيا، حيث أن التدخين الكثيف أكثر انتشاراً في هذه المناطق.
- مرض اللثة المزمن حيث أن هناك ارتباط بين الإصابة بعدوى اللثة على المدى الطويل والإصابة بمرض بورغر بالرغم من أن السبب في هذا الترابط ليس واضحاً حتى الآن.
- الجنس حيث يزداد خطر إصابة الشخص بمرض بورغر بين الذكور أكثر منه بين النساء، وقد يكون ذلك الفارق له ارتباط بارتفاع نسبة التدخين لدى الرجال.
- السن حيث يزداد خطر إصابة الشخص بمرض بورغر لدى الأشخاص تحت سن 45 عاماً.
أعراض مرض بورغر
تتمثل أهم أعراض الإصابة بمرض بورغر في الآتي:
- شعور المريض بوخز أو خدر في القدمين أو اليدين.
- تلون اليدين أو القدمين باللون الأزرق أو الأحمر أو لون شاحب.
- شعور المريض بألم قد يظهر ويزول في القدمين والساقين أو في اليدين والذراعين، ويمكن ظهور هذا الألم عندما يقوم المريض بتحريك قدميه أو يديه، ثم يزول هذا الألم عند التوقف عن الحركة أو الراحة.
- معاناة المريض من التهاب بطول الوريد تحت الجلد مباشرةً.
- تحول لون أصابع القدمين واليدين اللون شاحب عند التعرض إلى البرودة.
- معاناة المريض من تقرحات مفتوحة مؤلمة بأصابع القدمين واليدين.
تشخيص الإصابة بمرض بورغر
غالباً ما يطلب الطبيب القيام بإجراء بعض الإختبارات من أجل استبعاد حالات أخرى أكثر انتشاراً أو لتأكيد الإشتباه بإصابة الشخص بمرض بورغر، تتمثل هذه الفحوصات في الآتي:
- فحوصات الدم
إن فحوصات الدم سوف تكشف عن وجود مواد معينة يمكنها استبعاد بعض الحالات الأخرى التي تسبب ظهور علامات وأعراض مماثلة، على سبيل المثال يمكن أن تساعد اختبارات الدم على استبعاد أمراض المناعة الذاتية مثل: اضطرابات تجلط الدم، وتصلب الجلد أو الذئبة، وداء السكري.
- اختبار ألن
إختبار ألن هو اختبار بسيط قد يقوم الطبيب بإجراء فحص تدفق الدم من خلال الشرايين التي تقوم بحمل الدم إلى اليدين، في هذا الإختبار يقوم المريض بثني قبضة يده بإحكام؛ مما يدفع الدم إلى الخروج من اليد، يقوم الطبيب بالضغط على الشرايين من جميع جوانب المعصم من أجل إبطاء تدفق الدم إلى يد المريض مما يجعل اليد تفقد لونها الطبيعي.
يقوم المريض بعد ذلك بفتح اليد ويخفف الطبيب من الضغط على أحد الشرايين ثم الأخر، وقد يشير سرعة رجوع لون اليد للونها الطبيعي إلى صحة الشرايين، أما بطء تدفق الدم في اليد فيشير إلى وجود مشكلة مثل: إصابة المريض بمرض بورغر.
- صورة وعائية
الصور الوعائية تساعد على التعرف على حالة الشرايين ويمكن أن يتم إجراء الصور الوعائية بصورة غير جراحية عن طريق استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية المحوسبة، قد يتم ذلك عن طريق إدخال قسطرة لأحد الشرايين، ويتم حقن صبغة خاصة بالشريان، ثم يتم الخضوع لسلسلة من الأشعة السينية، وتساعد الصبغة على رؤية أي انسداد بالشرايين على الصور.
قد يطلب الطبيب القيام بإجراء التصوير الوعائي للساقين والذراعين حتى إذا لم يوجد أعراض مرض بورغر في كافة الأطراف، حيث أن هذا الإختبار يكشف عن أي أعراض مبكرة تلف الأوعية الدموية حتى في حالة عدم ظهور أعراض في الأطراف الأخرى.
علاج مرض بورغر
تتمثل أهم طرق علاج مرض بورغر في الآتي:
– بالرغم من عدم وجود علاج يشفي مرض بورغر إلا أن الإقلاع عن التدخين يعد من أكثر الطرق التي تؤثر على منع تطور المرض، فيمكن أن يؤدي تدخين عدد قليل من السجائر يومياً إلى تفاقم المرض أيضاً.
– يمكن أن يوصي الطبيب بأدوية تساعدك على الإقلاع عن التدخين وتساعد على إيقاف انتفاخ الأوعية الدموية، سوف يحتاج المريض إلى الإبتعاد عن منتجات استبدال النيكوتين حيث أن هذه المواد تحتوي أيضاً على النيكوتين؛ مما يؤدي إلى تنشيط مرض بورغر مرة ثانية.
– يوجد خيار آخر للإقلاع عن التدخين هو برنامج داخلي لإيقاف التدخين، في هذا البرنامج سوف تضطر إلى البقاء في منشأة علاجية، وأحياناً تكون مستشفى، وذلك لمدة أيام أو أسابيع، وأثناء هذه المدة سوف تقوم بالمشاركة في جلسات وأنشطة يومية تساعدك على التعافي وعلى التعامل مع رغبتك الشديدة بالتدخين، وتعلمك العيش بدون التدخين.
– علاجات أخرى هناك طرق علاج أخرى مرض بورغر، ولكن فعاليتها أقل من الإقلاع عن التدخين، تتمثل هذه الطرق في الآتي:
- أدوية تساعد على توسيع الأوعية الدموية وتحسين سريان الدم وتعمل على إذابة الجلطات.
- الضغط المتقطع على الساقين والذراعين يساعد على زيادة تدفق الدم إلى الأطراف.
- تحفيز الحبل الشوكي.
- البتر وذلك في الحالات المتقدمة المصابة بالعدوى أو الغرغرينا.
مضاعفات الإصابة بمرض بورغر
في حالة تفاقم مرض بورغر سوف يعاني المريض من حدوث بعض المضاعفات لهذا المرض والتي تتمثل في الآتي:
- سوف يقل تدفق الدم إلى الساقين والذراعين؛ وذلك بسبب الانسداد الذي يعوق وصول الدم للأطراف أصابع القدمين واليدين.
- لا تحصل الأنسجة على المغذيات والأكسجين التي تحتاج إليها لكي تبقى حية؛ وذلك بسبب عدم وصول الدم إليها.
- قد يتسبب ذلك إصابة المريض بالغرغرينا (موت الأنسجة وجلد أطراف أصابع القدمين والساقين)، والتي من أهم أعراضها سواد أو زرقة الجلد، فقد الإحساس في أصابع القدم أو اليد المصابة، رائحة كريهة في المنطقة المصابة، والغرغرينا هي حالة خطيرة تحتاج عادةً إلى بتر إصبع القدم أو اليد المصاب.